وجاء في التقرير العالمي الجديد حول طب الأعصاب أن أقل من ثلث دول العالم تعتمد سياسات وطنية واضحة لمواجهة هذه الاضطرابات، ما يعكس ضعفًا كبيرًا في التنسيق الصحي الدولي والاستثمار في الرعاية العصبية. وأكدت المنظمة أن غياب الاستراتيجيات الوطنية يشكل عقبة كبيرة أمام تحسين جودة الرعاية وتوسيع نطاقها على مستوى العالم، خصوصًا في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وحددت المنظمة عشر حالات عصبية رئيسية تتسبب في نسب الوفاة والعجز المرتفعة، تشمل: السكتة الدماغية، واعتلال الدماغ الوليدي، والصداع النصفي، ومرض الزهايمر وأنواع الخرف، واعتلال الأعصاب السكري، والتهاب السحايا، والصرع مجهول السبب، والمضاعفات العصبية الناتجة عن الولادة المبكرة، واضطرابات طيف التوحد، وسرطانات الجهاز العصبي. وتشير هذه القائمة إلى التنوع الكبير للاضطرابات العصبية وتأثيرها الشديد على نوعية حياة المرضى وقدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية.
وشدد التقرير على أن الفجوة في الخدمات الصحية تُفاقم الأزمة، خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يقل عدد أطباء الأعصاب بمعدل يصل إلى 82 مرة مقارنة بالدول ذات الدخل المرتفع. ويؤدي هذا النقص إلى بقاء ملايين المرضى خارج منظومة العلاج والرعاية المتخصصة، ما يفاقم حالات العجز والوفاة ويزيد من العبء الاجتماعي والاقتصادي لهذه الأمراض.
وأكد نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور جيريمي فارار، أن أكثر من ثلث سكان العالم يعانون اضطرابات تمس الدماغ والجهاز العصبي، مشدداً على أهمية تحسين جودة الرعاية الصحية وتسهيل الوصول إليها، مع التركيز على الفئات الأكثر هشاشة. وأضاف أن العديد من هذه الاضطرابات يمكن الوقاية منها أو علاجها بفعالية، إلا أن الفجوة في الخدمات تجعل ملايين المصابين يواجهون معاناة مستمرة، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا ومنسقًا.
وخلص التقرير إلى أن الأزمة العصبية تمثل تهديدًا عالميًا للصحة العامة، وأن تعزيز الاستثمار في الرعاية العصبية، وتدريب الكوادر الطبية، وتطبيق سياسات وطنية واضحة، يمثل ضرورة ملحة للحد من الوفيات والعجز، وتحسين حياة ملايين المرضى حول العالم