من جانبه، أوضح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كاش باتل أن الحادث وقع قرب المكتب الميداني للوكالة في واشنطن، وأن فرق التحقيق تعمل بشكل مكثف مع الشرطة المحلية لضبط الوضع وكشف ملابساته. هذا التعاون يعكس الاستجابة الأمنية السريعة والمتناغمة بين مختلف الأجهزة، التي تسعى للحفاظ على الأمن وضمان سلامة الدبلوماسيين والموظفين، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تصاعدًا في أعمال العنف المستهدفة لمجموعات وأفراد معينين.
ردود فعل رسمية وأهمية مواجهة التطرف والكراهية
تفاعل المسؤولون الأمريكيون والدوليون مع الحادث ببيانات تعزية واستنكار، حيث أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تضامنه مع أسر الضحايا، مشددًا على ضرورة مواجهة الكراهية والتطرف الذي "لا مكان له في الولايات المتحدة"، كما أدان وزير الخارجية ماركو روبيو الهجوم، مؤكداً صلواته لأسر الضحايا. من جهة أخرى، وصف مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون الحادث بأنه "عمل إرهابي معاد للسامية"، مطالباً بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عنه. تعكس هذه الردود أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وكافة أشكال الكراهية، خصوصًا التي تستهدف الأقليات والمجتمعات الدبلوماسية.
تحديد هوية المنفذ وخلفيات الحادث
كشفت رئيسة شرطة العاصمة واشنطن باميلا سميث أن منفذ الهجوم هو إلياس رودريغيز، البالغ من العمر 30 عامًا، والذي صرخ أثناء توقيفه بعبارة "فلسطين حرة". وأكدت أن السجل الأمني للرجل لا يحتوي على ما يجعله محل اهتمام سابق للشرطة، ما يزيد من تعقيد التحقيقات التي تتطلب فحصًا دقيقًا لخلفياته ودوافعه. هذا الأمر يسلط الضوء على تحدي رصد الأفراد الذين قد يتحولون فجأة إلى مصادر تهديد، دون وجود إشارات تحذيرية مسبقة، وهو ما يتطلب تطوير آليات رصد أفضل على المستوى الأمني والاستخباراتي.
وتعمل فرقة مكافحة الإرهاب بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي على التحقيق بعمق في خلفيات رودريغيز، حيث أعلن نائب مدير المكتب الميداني لإف بي آي ستيف جنسن أن التحقيق سيركز على تحديد ما إذا كان الهجوم مرتبطًا بالإرهاب أو يعتبر جريمة كراهية. يأتي ذلك في ظل تنامي الهجمات التي تستهدف أفرادًا بسبب خلفياتهم العرقية أو الدينية، مما يجعل من الضروري تحديد الدوافع الحقيقية بدقة لتوجيه الرد الأمني والقانوني المناسب.