تلعب التغيرات الهرمونية دورًا رئيسيًا في شعور النساء بالتعب، إذ تتأثر مستويات الطاقة في مراحل مختلفة من الحياة. قبل الحيض، ينخفض هرمونا الإستروجين والبروجستيرون، ما يؤدي إلى إرهاق واضح وتقلبات مزاجية. خلال الحمل، يؤدي ارتفاع البروجستيرون وزيادة حجم الدم إلى شعور بالخمول المستمر، بينما يفاقم انخفاض الإستروجين بعد الولادة إرهاق الأم، خصوصًا مع متطلبات الرضاعة وقلة النوم. وفي مرحلة سن اليأس، يصبح التعب المزمن أكثر وضوحًا نتيجة الانخفاض التدريجي للإستروجين، ما يجعل الدعم الطبي والنفسي أمرًا أساسيًا.
التغذية ونقص الفيتامينات: تأثير مباشر على مستويات الطاقة
تلعب التغذية دورًا أساسيًا في مكافحة الإرهاق، حيث يعتبر نقص الحديد وفيتامين B12 من أبرز أسباب التعب المزمن لدى النساء. مع الدورة الشهرية أو الحمل أو انقطاع الطمث، تزداد حاجة الجسم للحديد، ونقصه يؤدي إلى فقر الدم والتعب المستمر. كذلك، نقص فيتامين د، الزنك، الأوميغا 3، والمغنيسيوم يفاقم الشعور بالإرهاق. ولتفادي ذلك، يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بهذه العناصر، مع الاستعانة بالمكملات الغذائية عند الضرورة بعد استشارة الطبيب.
النوم ونمط الحياة: الركيزة الأساسية للطاقة
قلة النوم تُعد سببًا رئيسيًا لتفاقم التعب، إذ يسبب اختلال التوازن الهرموني، اضطراب الدورة الشهرية، وزيادة مستويات الكورتيزول المسؤول عن التوتر. النوم الجيد والكافي يدعم نمو العضلات، إصلاح الأنسجة، وتعزيز جهاز المناعة، في حين أن قلة النوم المزمنة تزيد من خطر الإصابة بالسمنة، السكري، وأمراض القلب، وتضعف القدرة على التركيز وتؤثر على المزاج.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم النمط الغذائي غير المتوازن والخمول البدني في زيادة التعب، حيث يؤدي الاعتماد على الوجبات السريعة وقلة الحركة إلى ضعف الدورة الدموية وضعف أداء العضلات، مما ينعكس سلبًا على مستويات الطاقة اليومية.
مشاكل الغدة الدرقية والاكتئاب: عوامل إضافية
تعتبر اضطرابات الغدة الدرقية من أكثر الأسباب الطبية شيوعًا للتعب المزمن لدى النساء، سواء خمول الغدة أو فرط نشاطها، إذ تؤثر مباشرة على الطاقة، الوزن، المزاج، ونشاط الجسم العام. بالموازاة، يلعب الاكتئاب والتوتر دورًا كبيرًا في زيادة الشعور بالإرهاق، حيث يضعف النوم ويؤدي إلى انخفاض الطاقة الذهنية والجسدية، ما يستدعي تدخلًا مبكرًا عبر العلاج النفسي أو الدوائي عند الحاجة.
استراتيجيات عملية للتقليل من الإرهاق
يمكن للنساء الحد من الإرهاق المزمن عبر مجموعة من الخطوات العملية، تشمل:
-
تنظيم النوم: الالتزام بروتين نوم منتظم وكافٍ لدعم التوازن الهرموني والقدرة على التركيز.
-
تحسين التغذية: تناول وجبات غنية بالحديد، الفيتامينات والمعادن الأساسية، وتجنب الأطعمة السريعة الغنية بالدهون والسكريات.
-
ممارسة النشاط البدني: المشي يوميًا أو ممارسة تمارين خفيفة تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحفيز الطاقة.
-
إدارة التوتر: استخدام تقنيات الاسترخاء والتأمل لتخفيف التوتر النفسي.
-
المتابعة الطبية: إجراء الفحوصات الدورية للكشف عن مشاكل الغدة الدرقية أو أي أمراض كامنة، واستشارة الطبيب عند الحاجة.