وجاء هذا القرار بعد أن بثّ المشتبه فيه مقطعًا مصورًا يظهر فيه وهو يوجه خطابًا عدوانيًا إلى السلطات، متوعدًا بـ“اللجوء إلى العنف” في حال عدم تلبية ما وصفها بـ“مطالب الشباب” خلال مدة لا تتجاوز شهرًا، وهو ما أثار موجة استياء واستنكار واسعَيْن لدى الرأي العام، بالنظر إلى الطابع التحريضي الذي حمله الفيديو ومساسه بالأمن والسلم الاجتماعيين.
وأجمع عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على إدانة مضمون الشريط، معتبرين أنه تجاوز بشكل واضح حدود حرية التعبير، وتحول إلى دعوة خطيرة للفوضى والإخلال بالنظام العام، مما استدعى تدخلاً سريعًا من الأجهزة الأمنية والنيابة العامة.
وبناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تمكنت عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، صباح الجمعة الماضي، من توقيف الشاب المشتبه فيه بدوار “الرواحلة” بجماعة زاوية سيدي إسماعيل بإقليم الجديدة، في عملية أمنية نُفذت بتنسيق محكم مع فرقة مكافحة العصابات الإجرامية (BAG).
وجاءت عملية الإيقاف بعد تحديد هوية المعني بالأمر ومكان اختبائه، حيث صدرت تعليمات مباشرة من وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية الزجرية بالجديدة بتوقيفه وتقديمه أمام العدالة، لتباشر النيابة العامة البحث معه حول دوافع وخلفيات التهديدات التي أطلقها.
وقد تم وضع الموقوف تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار انتهاء التحقيق الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، بهدف الكشف عن ملابسات القضية وتحديد ما إذا كانت هذه التصريحات صادرة بشكل فردي أم ضمن سياق تحريضي أوسع يستهدف المسّ بالأمن العام للمملكة