التجربة، التي نُشرت نتائجها في مجلة نيو إنجلاند الطبية (The New England Journal of Medicine)، شملت 38 مريضًا تجاوزت أعمارهم 60 عامًا، يعانون من تدهور حاد في الخلايا المسؤولة عن الرؤية المركزية. ويُعد هذا المرض أحد أبرز أسباب فقدان البصر لدى كبار السن، ولا يتوفر له علاج نهائي حتى الآن.
اعتمدت الدراسة على أجهزة دقيقة لا يتجاوز حجمها 2×2 مليمتر، مصنوعة من ألواح شمسية ضوئية مصغّرة تم زرعها أسفل العين. وبفضل الكاميرات المثبتة في النظارات الذكية، تُنقل الصور مباشرة إلى العصب البصري عبر الجهاز المزروع، مما يحاكي عمل الخلايا المفقودة في الشبكية.
وأظهرت النتائج أن نحو 80% من المشاركين تمكنوا من استعادة جزء من بصرهم بما يسمح لهم بقراءة نصوص بالأبيض والأسود. ويصف الخبراء هذا الإنجاز بأنه خطوة غير مسبوقة في مسار التكنولوجيا الطبية والابتكار في مجال الإبصار، تمهد الطريق نحو علاج مستقبلي للعمى الناتج عن أمراض الشبكية.
التقنية الجديدة طوّرتها شركة ساينس (Science) بقيادة ماكس هوداك، أحد مؤسسي شركة نيورالينك (Neuralink) التابعة لإيلون ماسك. وقد استحوذ هوداك على هذه التكنولوجيا بعد شراء شركة الأجهزة الطبية الفرنسية بيكسيوم فيجن (Pixium Vision)، التي كانت صاحبة الفكرة الأولى لـ"العين الإلكترونية" قبل إعلان إفلاسها عام 2024.
هذا الابتكار يعكس كيف يمكن للتكامل بين الذكاء الاصطناعي والأجهزة الطبية الدقيقة أن يغيّر حياة الملايين حول العالم، فاتحًا الباب أمام عصر جديد من العلاجات العصبية الذكية والواجهات البصرية المتقدمة.