يمتد المرآب الجديد على ثلاثة مستويات تحت الأرض، ويوفر 202 مكانًا للسيارات، وهو رقم يُنتظر أن يُحدث فرقًا ملموسًا في تخفيف الضغط الذي تعرفه المنطقة المحيطة بالمدينة العتيقة، خاصة في أوقات الذروة. وقد بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع أزيد من 60 مليون درهم، ما يعكس حجم الرهان الذي وضعته الجماعة على هذا الفضاء لتقليص الفوضى المرورية وتعزيز الخدمات الحضَرية.
اختير موقع المشروع بعناية فائقة، في منطقة استراتيجية تربط بين المسرح، والمدينة القديمة، وعدد من المرافق الإدارية والسياحية. هذا الموقع المحوري يمنح للمرآب دورًا مضاعفًا، ليس فقط كفضاء لتدبير ركن السيارات، بل أيضًا كقاطرة لتنشيط الدورة الاقتصادية والتجارية في مركز المدينة، وخلق دينامية حضارية جديدة.
وقد تم تجهيز المرآب بمنظومة أمنية متقدمة تشمل كاميرات مراقبة عالية الدقة، وأجهزة استشعار حرائق، ومصاعد لتسهيل التنقل، بالإضافة إلى ممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، ما يجعله متوافقًا مع معايير المدن الذكية من حيث السلامة والولوجية.
ولا يتوقف المشروع عند البعد الوظيفي، بل يتعداه إلى الجانب الجمالي والبيئي. فالمحيط الخارجي للمرآب يشهد إعادة تهيئة شاملة، تشمل المساحات الخضراء، وتوسيع الأرصفة، وتنظيم الواجهات التجارية، بما ينسجم مع الطابع التراثي للمنطقة. ويُراهن على هذا المشروع في كونه نموذجًا لما يمكن أن تكون عليه مقاربة حضرية ناجعة، تُعطي الأولوية للإنسان ولجودة الحياة في المدينة.
وفي ظل الرهانات المتزايدة على السياحة الثقافية بطنجة، من شأن قرب المرآب من مسرح سيرفانتيس—الذي يرتقب أن يُعاد تأهيله بدوره—أن يشجع على مزيد من الإقبال على هذه المنطقة، ويساهم في تسهيل الولوج إليها بالنسبة للزوار والسياح