ضرب زلزال قوي بلغت شدته 6,7 درجات على مقياس ريختر، صباح اليوم الاثنين، قبالة السواحل الشرقية لإندونيسيا، وفق ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وأفادت الهيئة بأن مركز الزلزال تم تحديده على عمق 80 كيلومتراً، وعلى بعد حوالي 177 كيلومتراً غرب مدينة توال، الواقعة في مقاطعة مالوكو الشرقية، وهي منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي المتكرر.
وعلى الرغم من قوة الزلزال، أكد مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ أنه لا توجد مؤشرات على احتمال حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، مما بدد المخاوف من وقوع كارثة بحرية كالتي شهدتها البلاد في فترات سابقة. كما لم تُسجّل إلى حدود الساعة أي تقارير رسمية عن وقوع خسائر بشرية أو مادية، وفق ما أوردته السلطات المحلية ووسائل الإعلام الإندونيسية.
هذا الزلزال الجديد يعيد إلى الواجهة المخاطر الجيولوجية التي تواجهها إندونيسيا، الدولة الأرخبيلية المترامية الأطراف، والتي تقع فوق "حزام النار في المحيط الهادئ"، وهو نطاق زلزالي شديد النشاط يمر عبر جنوب شرق آسيا ويشهد بشكل منتظم هزات أرضية وانفجارات بركانية مدمرة.
ويذكر أن البلاد لا تزال تحمل في ذاكرتها الجماعية جراح زلازل مدمرة سابقة، من أبرزها زلزال وتسونامي بالو سنة 2018، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص، ودمّر أجزاءً واسعة من جزيرة سولاويزي. كما تبقى كارثة آتشيه في ديسمبر 2004 الأكثر دموية في تاريخ المنطقة الحديث، حين ضرب زلزال عنيف بقوة 9,1 درجات الشمال الإندونيسي، متسبباً في تسونامي مدمّر أودى بحياة أكثر من 170 ألف شخص داخل إندونيسيا وحدها، ومئات الآلاف في بقية دول المحيط الهندي.
ويؤكد الخبراء أن الزلازل في هذه المنطقة أمر متوقع، إلا أن تحديد شدتها وموقعها بدقة يبقى التحدي الأكبر للسلطات، في ظل الحاجة المتواصلة لتعزيز البنية التحتية، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتدريب السكان على سبل الإخلاء السريع والاستجابة للأزمات الطبيعية.