انطلقت فصول العملية بمداهمة وكر سري في حي الرياض بالرباط، حيث تمكنت العناصر الأمنية من توقيف شخصين في حالة تلبس، وبحوزتهما أسلحة بيضاء من الحجم الكبير، وكلاب شرسة معدة للحراسة، إضافة إلى كمية من مخدر الشيرا وعدد مهم من الأقراص المهلوسة. وأفضت الأبحاث الأولية إلى تحديد هوية مزود رئيسي ينشط في مدينة تمارة، تم توقيفه وبحوزته 500 قرص مخدر معدة للتوزيع.
واستمر خيط التحقيقات إلى أن قاد رجال الأمن إلى مدينة الصخيرات، حيث جرى تنفيذ عملية محاصرة محكمة لمنزل زعيم الشبكة، انتهت بتوقيفه وضبط 40 شهادة طبية موقعة على بياض، تحمل اسم وتوقيع طبيبة من الدار البيضاء. وكشفت المعاينات أن هذه الوثائق كانت أداة محورية في نشاط الشبكة، إذ يُشتبه في تزوير التوقيع إلكترونيًا لاستغلالها في الحصول على كميات كبيرة من الأقراص المخدرة من الصيدليات بطرق غير قانونية.
وخلال التحقيق، نفت الطبيبة المعنية أي صلة لها بالقضية، مؤكدة أن توقيعها استُعمل دون علمها، ما يعكس درجة الاحترافية التي بلغتها هذه الشبكة في التزوير وتحصيل المواد الممنوعة. وأظهرت المعطيات أن المشتبه فيه الرئيسي كان يعتمد على هويات مزورة متعددة لاقتناء هذه الشهادات، قبل توزيع الأقراص على شبكة من المروجين الذين يتولون بيعها بالتقسيط ونصف الجملة، مستهدفين فئات مختلفة بما فيها القاصرين.
وأحيل المتهمون الأربعة الموقوفون على النيابة العامة المختصة، التي أمرت بإيداعهم السجن المحلي العرجات 2 بسلا، ومتابعتهم بتهم ثقيلة تشمل حيازة أسلحة بيضاء في ظروف من شأنها تهديد السلامة العامة، والاتجار في المخدرات، وحيازة وتوزيع مواد مخدرة، وتزوير وثائق رسمية واستعمالها. ولا تزال التحريات جارية لتفكيك باقي خيوط الشبكة، وكشف هويات جميع المتورطين والمستفيدين من هذا النشاط الإجرامي، في خطوة تؤكد عزم السلطات الأمنية على تجفيف منابع المخدرات وحماية المجتمع من آفاتها