أخبار بلا حدود

تصاعد التوتر السياسي في تركيا بين حزب الشعب الجمهوري وإردوغان


تشهد الساحة السياسية التركية توتراً متزايداً بين حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، والحكومة بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان، على خلفية حملات الاعتقالات التي طالت رؤساء بلديات ينتمون للحزب. وقد أثارت هذه الاعتقالات غضب المعارضة، حيث وصفها رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، بأنها استهداف سياسي، مهدداً بالدعوة إلى مظاهرات شعبية إذا استمر الوضع على حاله.



خلفية الأحداث
اعتقلت السلطات التركية رؤساء بلديات أضنة، أنطاليا، وأديمان، المنتمين لحزب الشعب الجمهوري، مما دفع أوزيل إلى رفض تصريحات إردوغان التي دعا فيها المعارضة إلى انتظار قرارات القضاء المستقل. قلل الرئيس التركي من أهمية تحركات حزب الشعب الجمهوري في الشارع، مشيراً إلى أنها مجرد صورة وهمية يتم الترويج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

دعوة إلى انتخابات مبكرة
في اجتماع للجنة المركزية للحزب، طالب أوزيل بإجراء انتخابات مبكرة قائلاً:
"من يزعم أنه الحزب الأول، فليذهب للانتخابات. إذا كنت واثقاً من نفسك، فاقبل التحدي."
وأضاف أنه مستعد للدعوة إلى صناديق الاقتراع في 2 نوفمبر المقبل إذا لم تتحرك الحكومة.

تهديد بالنزول إلى الشارع
أوزيل لم يكتفِ بالدعوة إلى الانتخابات، بل هدد بالدعوة إلى مظاهرات شعبية قائلاً:
"الميادين التي تمتلئ بالناس في مظاهرات من أجل الديمقراطية تستعد وتغلي. ما ترونه الآن مجرد بداية."
وأكد أن الشعب سيستعيد إرادته إذا حاول أي طرف سرقة نتائج الانتخابات.

ردود فعل متباينة
في المقابل، تعرض أوزيل لهجوم من حزب العدالة والتنمية الحاكم. ووصف عمر تشيليك، نائب رئيس الحزب، تصريحات أوزيل بأنها تهديد للديمقراطية الشرعية، مشيراً إلى أن جميع انتصارات إردوغان السياسية تحققت عبر صناديق الاقتراع.

اتهامات متبادلة
اتهم أوزيل الحكومة بتطبيق "قانون الأعداء" على المعارضة، مشيراً إلى أن رؤساء البلديات المحتجزين هم "أسرى في يد الحكومة". من جانبه، أعرب أوميت أوزداغ، رئيس حزب النصر القومي، عن دعمه لحزب الشعب الجمهوري في مواجهة ما وصفه بـ"الحملة" ضد المعارضة.

التوتر السياسي في تركيا يعكس صراعاً متزايداً بين الحكومة والمعارضة، حيث يتهم كل طرف الآخر بمحاولة تقويض الديمقراطية. ومع تصاعد الدعوات إلى الانتخابات المبكرة والنزول إلى الشارع، تبقى الساحة السياسية التركية على صفيح ساخن، في انتظار ما ستؤول إليه هذه المواجهة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 7 يوليو/جويلية 2025
في نفس الركن