حياتنا

تأخر صرف منح التكوين المهني: أزمة تؤرق المتدربين وتعمّق معاناتهم الاجتماعية


يُعاني عدد كبير من متدربي مؤسسات التكوين المهني في المغرب من التأخر المتكرر وغير المبرر في صرف المنحة المخصصة لهم، وهو أمر بات يُثقل كاهلهم ويؤثر بشكل مباشر على وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية. وعلى الرغم من أهمية هذه المنحة في دعم المتدربين لتغطية احتياجاتهم اليومية، إلا أن تأخر صرفها أصبح مصدر استياء واسع النطاق بين صفوفهم، مما دفعهم إلى المطالبة بتدخل عاجل من المسؤولين لتجاوز هذه الأزمة التي تتكرر كل سنة.



المنحة: أمل المتدربين في مواجهة الأعباء اليومية
تُعدّ المنحة الدراسية التي يحصل عليها متدربو التكوين المهني شريان حياة بالنسبة للكثير منهم، حيث تساعدهم على تغطية بعض النفقات الأساسية مثل التنقل، مستلزمات الدراسة، الكراء، والتغذية. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها العديد من الأسر المغربية، تُشكل هذه المنحة دعمًا مهمًا للمتدربين الذين ينحدر أغلبهم من أسر متوسطة الدخل، مما يجعلها ضرورية لتخفيف العبء المادي عنهم وعن أسرهم.

لكن التأخر المتكرر في صرف المنحة، خصوصًا الشطرين المتبقيين منها رغم انتهاء الموسم الدراسي 2024-2025، ألقى بظلاله على حياة المتدربين، حيث عبّر الكثير منهم عن استيائهم من هذا الوضع الذي يزيد من معاناتهم النفسية والمادية. فبدلاً من أن تكون المنحة وسيلة لدعمهم في مسيرتهم الدراسية، أصبحت مصدر قلق دائم بسبب عدم انتظام صرفها.

انعكاسات التأخر على المتدربين
أكد العديد من المتدربين في تصريحاتهم لـ"كواليس اليوم" أن التأخر في صرف المنح أثر بشكل ملموس على وضعيتهم الاجتماعية، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن تغطية تكاليف أساسية مثل التنقل إلى مؤسساتهم التعليمية أو شراء مستلزمات الدراسة الضرورية. كما أن بعضهم يعاني من صعوبة في دفع إيجار السكن أو توفير التغذية اليومية، مما يجعلهم يعيشون تحت ضغط نفسي كبير يؤثر على تركيزهم وأدائهم الدراسي.

وأشار المتدربون إلى أن هذه الأزمة تتفاقم مع مرور الوقت، خصوصًا في ظل غياب أي رد واضح أو شافٍ من المسؤولين حول أسباب التأخر. ويأمل المتدربون أن يتم إيجاد حل سريع لهذه المشكلة، وأن يتم صرف المنح في الوقت المحدد لتجنب تكرار هذا السيناريو الذي أصبح يُثقل حياتهم عامًا بعد عام.

دعوة للمسؤولين لاتخاذ إجراءات عاجلة
في ظل هذه الظروف، يطالب المتدربون المسؤولين في مؤسسات التكوين المهني والجهات المعنية بتوضيح أسباب التأخر في صرف المنح والعمل على إيجاد حلول عاجلة لتجاوز هذه الأزمة. كما يناشدون الجهات الحكومية بضرورة تحسين آلية صرف المنح وضمان انتظامها في الوقت المناسب، بما يساهم في تخفيف العبء المادي عنهم ودعمهم في مسيرتهم الدراسية.

إن الاستثمار في التكوين المهني لا يقتصر فقط على توفير البرامج التعليمية، بل يشمل أيضًا ضمان استقرار المتدربين ماديًا ونفسيًا، وهو ما يجعل انتظام صرف المنح جزءًا أساسيًا من هذا الاستثمار. فالمتدربون هم مستقبل سوق العمل في المغرب، ودعمهم اليوم يعني بناء جيل قادر على مواجهة تحديات الغد.

إن تأخر صرف منح التكوين المهني يُعدّ أزمة حقيقية تؤثر على حياة المتدربين وتعمّق معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية. وفي ظل استمرار هذه المشكلة، يبقى الأمل معقودًا على تدخل المسؤولين لتجاوز هذا الوضع وضمان انتظام صرف المنح في المستقبل. فالمتدربون بحاجة إلى دعم حقيقي يُساعدهم على التركيز في دراستهم وتحقيق أهدافهم المهنية، بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية التي تُثقل كاهلهم عامًا بعد عام.

Sara Elboufi
سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة مقدمة البرنامج الإخباري "صدى الصحف" لجريدة إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 18 يوليوز 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | هي أخواتها | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ
















تحميل مجلة لويكاند







Buy cheap website traffic