مشروع الأنبوب، بطول يقارب أربعة آلاف كيلومتر، كان من المفترض أن يكون عنوانًا للتكامل الطاقي الإفريقي. لكن رفض نيامي المصادقة على الدراسات التقنية النهائية فجّر هشاشة هذا الحلم. ورغم الترويج الجزائري المتكرر لاتفاق ثلاثي بين الجزائر والنيجر ونيجيريا، إلا أن الأمور لم تتعدَ الشعارات والتصريحات.
النيجر، الغارقة في أزماتها الأمنية وتبحث عن حلول تنموية واقعية، قالت كلمتها: لا مزيد من المشاريع الرمزية التي تُبنى على ظهرها دون عائد حقيقي. فلا اتفاقات شراء، ولا خطط تمويل واضحة، ولا ضمانات لوجستية… فماذا تبقى؟ سوى وهم جيوسياسي متغلف بلغة "التعاون جنوب-جنوب".
انسحاب نيامي لم يُضعف فقط البنية الهندسية للمشروع بل وجه ضربة مباشرة لهيبة الجزائر في الفضاء الساحلي. فبدون النيجر، ينهار المحور الجغرافي للمشروع، ويفقد الجزائر واحدة من أوراقها الاستراتيجية النادرة. أكثر من ذلك، تتعرى الجزائر أمام جيرانها كقوة عاجزة عن تحويل مواردها إلى مشاريع ذات جدوى إقليمية.
وإذا كانت الجزائر تأمل في أن يجعلها الغاز لاعبًا إفريقيًا وازنًا، فإن رسائل النيجر تعيد رسم قواعد اللعبة: لا مكان للخطاب الأبوي، ولا للقرارات الأحادية التي لا تُراعي مصالح الشركاء. فالأجيال الجديدة من القادة الأفارقة ترفض أن تُستخدم كجسور عبور للغاز دون أن تلمس دفئه.
التعثر الحالي يندرج ضمن سلسلة من الانتكاسات التي طالت المشاريع الاقتصادية الكبرى التي راهنت عليها الجزائر خلال العقدين الأخيرين. في كل مرة، كان الإعلام الرسمي يُضخم الأحلام، ثم تأتي الوقائع لتقضمها بصمت. والنتيجة: عزلة سياسية إقليمية رغم وفرة الثروات.
اليوم، يتساءل المراقبون: هل كنا أمام مشروع جاد فعلاً، أم مجرد حملة علاقات عامة؟ وهل يُعقل أن تعتمد أوروبا على أمن طاقي يمر عبر منطقة غير مستقرة مثل الساحل؟
ربما كان الأنبوب في لحظة ما رمزًا لحلم إفريقي كبير، لكن الانسحاب النيجري جعله شاهدًا على فشل تكتيك جزائري قديم في قارة تتغير بسرعة، وتُطالب بنتائج ملموسة لا وعود فضفاضة.
النيجر، الغارقة في أزماتها الأمنية وتبحث عن حلول تنموية واقعية، قالت كلمتها: لا مزيد من المشاريع الرمزية التي تُبنى على ظهرها دون عائد حقيقي. فلا اتفاقات شراء، ولا خطط تمويل واضحة، ولا ضمانات لوجستية… فماذا تبقى؟ سوى وهم جيوسياسي متغلف بلغة "التعاون جنوب-جنوب".
انسحاب نيامي لم يُضعف فقط البنية الهندسية للمشروع بل وجه ضربة مباشرة لهيبة الجزائر في الفضاء الساحلي. فبدون النيجر، ينهار المحور الجغرافي للمشروع، ويفقد الجزائر واحدة من أوراقها الاستراتيجية النادرة. أكثر من ذلك، تتعرى الجزائر أمام جيرانها كقوة عاجزة عن تحويل مواردها إلى مشاريع ذات جدوى إقليمية.
وإذا كانت الجزائر تأمل في أن يجعلها الغاز لاعبًا إفريقيًا وازنًا، فإن رسائل النيجر تعيد رسم قواعد اللعبة: لا مكان للخطاب الأبوي، ولا للقرارات الأحادية التي لا تُراعي مصالح الشركاء. فالأجيال الجديدة من القادة الأفارقة ترفض أن تُستخدم كجسور عبور للغاز دون أن تلمس دفئه.
التعثر الحالي يندرج ضمن سلسلة من الانتكاسات التي طالت المشاريع الاقتصادية الكبرى التي راهنت عليها الجزائر خلال العقدين الأخيرين. في كل مرة، كان الإعلام الرسمي يُضخم الأحلام، ثم تأتي الوقائع لتقضمها بصمت. والنتيجة: عزلة سياسية إقليمية رغم وفرة الثروات.
اليوم، يتساءل المراقبون: هل كنا أمام مشروع جاد فعلاً، أم مجرد حملة علاقات عامة؟ وهل يُعقل أن تعتمد أوروبا على أمن طاقي يمر عبر منطقة غير مستقرة مثل الساحل؟
ربما كان الأنبوب في لحظة ما رمزًا لحلم إفريقي كبير، لكن الانسحاب النيجري جعله شاهدًا على فشل تكتيك جزائري قديم في قارة تتغير بسرعة، وتُطالب بنتائج ملموسة لا وعود فضفاضة.
كلمات مفتاحية للـSEO:
النيجر, الجزائر, أنبوب الغاز, الغاز الطبيعي, الساحل, السياسة الطاقية, المشروع العابر للصحراء, نيجيريا, إفريقيا, العزلة الدبلوماسية.