كما شهد حوض ملوية تحسناً واضحاً، حيث ارتفع حجم المياه المخزنة إلى 309 مليون متر مكعب مقارنة بـ195 مليون متر مكعب العام الماضي، وبلغت نسبة ملئه 43%. أما حوض سبو، الذي يُعد من أهم الأحواض المائية في المملكة، فقد سجل ارتفاعاً كبيراً بأكثر من 550 مليون متر مكعب، ليصل المخزون المائي فيه إلى 2.8 مليار متر مكعب، متجاوزاً نسبة 51% من سعته الإجمالية.
الأحواض الأخرى لم تكن بعيدة عن هذا التحسن. حوض أبي رقراق، الذي يغذي جزءاً كبيراً من مدينة الدار البيضاء بمياه الشرب، شهد قفزة كبيرة في نسبة ملئه التي ارتفعت من 25% إلى 59.3%، مما يعني تضاعف كمية المياه المخزنة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وفي السياق ذاته، حوض أم الربيع، الذي عانى لفترات طويلة من نقص المياه، سجل بدوره ارتفاعاً ملحوظاً، حيث ارتفع حجم المياه المخزنة فيه من 291 مليون متر مكعب إلى 529 مليون متر مكعب، ما يعكس تحسناً كبيراً في وضعه.
حتى الأحواض الجنوبية، التي كانت الأكثر تضرراً من الجفاف، أظهرت علامات إيجابية. الأحواض مثل سوس ماسة، درعة واد نون، وكير -زيز -غريس، شهدت تحسناً ملحوظاً في معدلات التخزين، مما يعكس التأثير الإيجابي للأمطار الأخيرة على هذه المناطق التي كانت تعاني من جفاف شديد.
ومع ذلك، لم تكن جميع الأحواض على نفس الوتيرة من التحسن، حيث سجل حوض تانسيفت انخفاضاً طفيفاً في نسبة ملئه، إذ تراجعت من 55.60% إلى 54.44%. هذا التراجع الطفيف يسلط الضوء على أهمية مواصلة الجهود لترشيد استهلاك المياه وتحسين إدارة الموارد المائية.
يمثل هذا الانتعاش المائي خطوة إيجابية نحو تعزيز الأمن المائي في المغرب، لكنه لا يعني نهاية التحديات. لا تزال هناك حاجة لتبني استراتيجيات فعالة لتحسين إدارة الموارد المائية، مثل تعزيز مشاريع تخزين المياه، وتشجيع الاستخدام الرشيد، وتطوير تقنيات تحلية المياه والاستفادة من المياه العادمة المعالجة. هذا التحسن يمنح الأمل في مواجهة التحديات المستقبلية، خاصة في ظل تأثيرات التغيرات المناخية على معدلات الأمطار.