ومن المرتقب أن تطرح هذه الجلسة، التي ستنطلق في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال، أسئلة جوهرية حول موقع المواطنة في دينامية التغيير، وتُعيد التفكير في علاقتها بالسلطة والمؤسسات والإعلام، باعتبارها أكثر من مجرد وضع قانوني، بل أفقًا حضاريًا لبناء الدولة الحديثة ومجتمع الثقة والمشاركة.
ستتوزع محاور النقاش بين تطور مفهوم المواطنة من النص الدستوري إلى الممارسة اليومية، ومدى فعالية المواطن في التأثير على القرار العمومي، إلى جانب دور الفضاء الرقمي في إعادة تشكيل الوعي المدني، ثم الأدوار الجديدة التي باتت تُناط بالمؤسسة التعليمية، والإعلام، والمجتمع المدني في صياغة "مواطن فاعل"، واعٍ، ومبادر.
وسينشط الجلسة ثلة من الأسماء الأكاديمية والحقوقية والإعلامية، من ضمنهم: الأستاذ علي سدجاري، والفاعلة الحقوقية جميلة السيوري، والباحث عبد المقصود الراشدي، والدكتور فوزي بوخريص، إلى جانب ثلة من الصحفيين والمهتمين. كما سيتولى الكاتب والإعلامي عبد العزيز كوكاس إدارة النقاش، بوصفه عضوا في المكتب التنفيذي للمنتدى.
ويتوقع أن تشكل هذه الجلسة فرصة لتسليط الضوء على التوتر القائم بين مفاهيم المواطنة النظرية وممارستها الواقعية، خاصة في ظل تنامي الشعور بالتهميش، وتراجع الثقة في المؤسسات، وغياب آليات إشراك فعلي للمواطنين في السياسات العمومية.
كما ستهدف المداخلات إلى التأكيد على أن الإعلام، بقدر ما يمكن أن يكون ناقلاً للواقع، فإنه أيضًا قادر على التأثير في الوعي الجماعي، وفتح مساحات للنقاش العمومي الرصين، وتوسيع أفق المشاركة المواطِنة.
ويندرج هذا اللقاء ضمن استراتيجية منتدى الإعلام والمواطنة لتعزيز ثقافة الحوار وتوسيع النقاش حول قضايا التحول الديمقراطي، وذلك من خلال الربط بين الإعلام والفكر والمجتمع، في زمن تتعالى فيه الأصوات الداعية إلى إعادة بناء العقد الاجتماعي، على أسس المواطنة الفاعلة والمسؤولة