المشروع يهم تهيئة المقطع الرابط بين مغوغة وعين دالية، في جزء من الخط السككي الرابط بين طنجة وفاس، من خلال إضافة سكة ثانية موازية للمسار الحالي، بما يُعرف تقنياً بـ"مضاعفة السكة"، وهو ما سيسمح بمرور القطارات في الاتجاهين في آن واحد دون توقف، مما يرفع الطاقة الاستيعابية للمقطع ويُحسن انسيابية حركة النقل.
يمتد الورش من النقطة الكيلومترية 5+000 إلى 16+900، ويشمل أشغال البنية الفوقية، ومد شبكة التوتر الكهربائي العلوي، وتركيب تجهيزات تشغيلية حديثة، على أن يتم إنجازه على مدى 12 شهراً موزعة على ثلاث مراحل متتالية، مع ضمان استمرار حركة القطارات خلال مدة الأشغال.
ومن بين عناصر المشروع أيضاً إعادة تأهيل محطة قصر صغير، الواقعة على المحور المؤدي إلى الميناء المتوسطي، حيث ستخضع لتحديث شامل من حيث البنية التقنية والتشغيلية، مع إدماج أنظمة إشارات ومنشآت استغلال جديدة.
وقد رست صفقة إنجاز هذا المشروع على شركة أجنبية متخصصة في النقل السككي، بقيمة تقارب 162 مليون درهم، بعد تقديمها لعرض وحيد ضمن طلب العروض الذي أطلقه المكتب الوطني للسكك الحديدية، وفق معطيات كشفتها مصادر مهنية مطلعة.
ويُعد هذا التدخل جزءاً من رؤية أوسع للمكتب تهدف إلى تعزيز الربط السككي بين مناطق الإنتاج والموانئ الكبرى، وعلى رأسها الميناء المتوسطي، وتقليص الضغط على الخطوط السككية التقليدية، سواء لنقل المسافرين أو البضائع.
ورغم أهمية المشروع في تعزيز الشبكة السككية بشمال المغرب، تُثار تساؤلات محلية بشأن بطء وتيرة التوسعة خارج محاور القطار الفائق السرعة، واستمرار غياب الربط السككي عن عدد من أقاليم الجهة التي تشهد دينامية سكانية واقتصادية متسارعة، ما يطرح تحدياً حول التوازن في توزيع الاستثمارات بين مختلف جهات المملكة