خلال هذا الحدث، أكد السفير المغربي لدى الولايات المتحدة يوسف العمراني أن افتتاح هذه القنصلية يعكس التزام المملكة العميق بجاليتها بالخارج، ويجسد إرادتها الثابتة في تطوير خدمات القرب وتوسيع شبكتها القنصلية، بما يعزز روابط الانتماء ويقوي جسور التواصل بين المواطنين ووطنهم الأم. وأبرز العمراني أن هذا المشروع يندرج في سياق شامل لإعادة التفكير في السياسات العمومية الموجهة لمغاربة المهجر، من خلال مقاربة تجعل من الجالية فاعلاً حقيقياً في التنمية الوطنية، وشريكاً مؤثراً في صياغة مستقبل البلاد.
من جهتها، أوضحت القنصل العام شفيقة الهبطي أن إحداث هذه القنصلية جاء وفق تصور عصري ومتكامل يأخذ بعين الاعتبار متطلبات العصر، ويعتمد على الرقمنة والإدارة الإلكترونية كآلية لتسهيل الولوج إلى الخدمات، والرفع من جودة الأداء، وتجاوز الصعوبات التي كانت تواجه المواطنين سابقاً، خاصة أولئك المقيمين في ولايات بعيدة. وأشارت إلى أن القنصلية تغطي دائرة قنصلية واسعة تمتد على حوالي عشرين ولاية أمريكية، ما يمنحها ثقلاً دبلوماسياً خاصاً ويجعلها صلة وصل مركزية بين المملكة المغربية وأفراد جاليتها في جنوب الولايات المتحدة.
الحدث عرف أيضاً تفاعلاً كبيراً من طرف أفراد الجالية المغربية، الذين عبّروا عن ارتياحهم الكبير لتدشين هذه المؤسسة التي طال انتظارها، معبرين عن تقديرهم للمجهودات المتواصلة التي تبذلها المملكة في سبيل تحسين ظروف عيشهم بالخارج وتسهيل ولوجهم إلى مختلف الخدمات الإدارية. كما نوه العديد منهم بخطوة الرقمنة التي اعتبروها تحوّلاً جذرياً في طريقة تدبير الشأن القنصلي، خاصة في منطقة مترامية الأطراف مثل الجنوب الأمريكي، حيث يصعب أحياناً التنقل لمسافات طويلة لإجراء وثائق أو تسوية وضعيات إدارية.
وشكل حفل الافتتاح مناسبة لإبراز الأهمية المتزايدة التي تحظى بها مدينة ميامي، التي أصبحت قطباً اقتصادياً وثقافياً بارزاً، وقاعدة انفتاح على أمريكا الجنوبية واللاتينية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون المتوسطي والأطلسي بين المغرب وشركائه في القارة الأمريكية. وقد عرف الحفل حضور مسؤولين أمريكيين كبار من بينهم عمدة ميامي فرانسيس سواريز، وعمدة هوليوود جوش ليفي، وعمدة بويتون بيتش ريبيكا شيلتون، وهو ما يعكس متانة العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية، ويؤكد الاحترام والتقدير الذي تحظى به المملكة في محيطها الدولي