هذا التحسن جاء نتيجة استراتيجيات وطنية شاملة، وحملات توعوية ميدانية، ومشاركة قوية للجمعيات النشيطة في هذا المجال، على رأسها جمعية محاربة السيدا (ALCS)، التي تشتغل في مختلف الجهات، خاصة تلك التي تعرف نسب إصابة مرتفعة مثل سوس-ماسة، مراكش-آسفي، والدار البيضاء-سطات.
لكن رغم هذه المكاسب، تحذر الجهات الفاعلة من تحديات تهدد استدامة التقدم المحقق، أبرزها استمرار وصم المصابين اجتماعياً، لا سيما ضمن الفئات الهشة، مثل عاملات الجنس ومتعاطي المخدرات والمثليين، مما يعيق وصولهم إلى مراكز العلاج ويؤدي إلى العزلة والخوف من طلب المساعدة. كما تظل الثقافة الصحية حول الفيروس والأمراض المنقولة جنسياً ضعيفة لدى الشباب، ما يُضعف جهود الوقاية المبكرة.
وفي هذا السياق، شدد البروفيسور مهدي القرقوري، رئيس جمعية ALCS، على أهمية تمكين الشباب من المعرفة الموثوقة والدقيقة حول السيدا، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد انتشار المرض، مبرزاً أن نسبة المنتظمين في العلاج بالمغرب بلغت 90 في المئة، وهو رقم قريب من الهدف العالمي (95%).
على مستوى الوقاية، تواجه الجمعية انقطاعات في تزويدها بالاختبارات وآليات الفحص الذاتي، بسبب مشاكل في المخزون لدى وزارة الصحة، ما يؤثر سلباً على جهود الكشف المبكر، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز الصحية.
أما في ما يخص التمويل، فالمغرب لا يتأثر حالياً بشكل مباشر بتجميد التمويلات الأمريكية لبرامج الوقاية، إلا أن التأثير غير المباشر يبقى وارداً، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تُعد من أكبر المساهمين في الصندوق العالمي لمحاربة السيدا، وهو أحد المصادر الرئيسية لتمويل البرامج الوقائية بالمغرب.
ولتفادي خطر توقف هذه التمويلات، تعمل جمعية ALCS مع الوزارة الوصية على تطوير نموذج جديد يقوم على "العقود الاجتماعية"، حيث تُقدّم الجمعيات خدماتها الوقائية مقابل دعم مالي مباشر من الدولة. ومن المرتقب أن يبدأ هذا النموذج تجريبياً في مدينة أكادير قبل تعميمه لاحقاً.
وبين نجاحات محققة وتحديات قائمة، تبقى استمرارية الجهود الوطنية والدولية، إلى جانب الاستثمار في التوعية ومناهضة الوصم، مفتاحاً لتعزيز الاستجابة الفعالة والدائمة لمواجهة السيدا في المغرب.
بقلم هند الدبالي
لكن رغم هذه المكاسب، تحذر الجهات الفاعلة من تحديات تهدد استدامة التقدم المحقق، أبرزها استمرار وصم المصابين اجتماعياً، لا سيما ضمن الفئات الهشة، مثل عاملات الجنس ومتعاطي المخدرات والمثليين، مما يعيق وصولهم إلى مراكز العلاج ويؤدي إلى العزلة والخوف من طلب المساعدة. كما تظل الثقافة الصحية حول الفيروس والأمراض المنقولة جنسياً ضعيفة لدى الشباب، ما يُضعف جهود الوقاية المبكرة.
وفي هذا السياق، شدد البروفيسور مهدي القرقوري، رئيس جمعية ALCS، على أهمية تمكين الشباب من المعرفة الموثوقة والدقيقة حول السيدا، باعتبارها خط الدفاع الأول ضد انتشار المرض، مبرزاً أن نسبة المنتظمين في العلاج بالمغرب بلغت 90 في المئة، وهو رقم قريب من الهدف العالمي (95%).
على مستوى الوقاية، تواجه الجمعية انقطاعات في تزويدها بالاختبارات وآليات الفحص الذاتي، بسبب مشاكل في المخزون لدى وزارة الصحة، ما يؤثر سلباً على جهود الكشف المبكر، خاصة في المناطق البعيدة عن المراكز الصحية.
أما في ما يخص التمويل، فالمغرب لا يتأثر حالياً بشكل مباشر بتجميد التمويلات الأمريكية لبرامج الوقاية، إلا أن التأثير غير المباشر يبقى وارداً، بالنظر إلى أن الولايات المتحدة تُعد من أكبر المساهمين في الصندوق العالمي لمحاربة السيدا، وهو أحد المصادر الرئيسية لتمويل البرامج الوقائية بالمغرب.
ولتفادي خطر توقف هذه التمويلات، تعمل جمعية ALCS مع الوزارة الوصية على تطوير نموذج جديد يقوم على "العقود الاجتماعية"، حيث تُقدّم الجمعيات خدماتها الوقائية مقابل دعم مالي مباشر من الدولة. ومن المرتقب أن يبدأ هذا النموذج تجريبياً في مدينة أكادير قبل تعميمه لاحقاً.
وبين نجاحات محققة وتحديات قائمة، تبقى استمرارية الجهود الوطنية والدولية، إلى جانب الاستثمار في التوعية ومناهضة الوصم، مفتاحاً لتعزيز الاستجابة الفعالة والدائمة لمواجهة السيدا في المغرب.
بقلم هند الدبالي