المغرب والمملكة المتحدة: شراكة عريقة ورؤية مشتركة نحو المستقبل

وفي كلمته، أشاد كولمان بالعلاقات التاريخية التي تجمع المغرب والمملكة المتحدة، والتي تمتد لأكثر من 800 سنة. وأشار إلى توقيع البلدين أول اتفاقية تجارية بينهما عام 1721، مؤكداً أن المبادلات التجارية لم تتوقف منذ ذلك الحين، بل شهدت تطوراً ملحوظاً يعكس طموحاً مشتركاً وثقة متبادلة.

وأوضح المبعوث البريطاني أن البلدين يمتلكان إمكانات كبيرة لتعزيز هذه الشراكة، قائلاً: "نحن بحاجة إلى البناء على هذا الإرث التاريخي والتقدم المحرز لبلوغ مستويات جديدة من التعاون والازدهار".

تأتي هذه الندوة في وقت تتوفر فيه فرص واسعة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأبرز كولمان أهمية الحدث باعتباره منصة لتعزيز التعاون بين الأسواق المالية المغربية والبريطانية، مشيراً إلى أن "اقتصادينا متكاملان للغاية". كما سلط الضوء على الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه مجتمع الأعمال في دعم هذا التعاون، مؤكداً أن المغرب يشكل "بوابة رائعة لإفريقيا".

وأشار المسؤول البريطاني إلى أهمية المشاريع التنموية الكبرى التي يشهدها المغرب، مثل تمديد الخط السككي فائق السرعة، والذي يعد جزءاً من الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2030 بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال. وأكد أن هذه المشاريع تجسد رؤية المغرب وعزمه على تحقيق التنمية، معرباً عن استعداد المملكة المتحدة للمساهمة في هذا الزخم التنموي.

تعد ندوة "أيام أسواق الرساميل المغربية"، التي تستمر فعالياتها حتى يوم الجمعة، فرصة فريدة لأكثر من 34 شركة مغربية مدرجة في البورصة للتفاعل مع مستثمرين دوليين ومختلف الفاعلين في الحي المالي بلندن، أكبر مركز مالي عالمي. وتتميز نسخة هذا العام ببرنامج غني يتضمن لقاءات ثنائية مع أكثر من 160 شركة ومستثمر دولي.

ويندرج هذا الحدث ضمن فعاليات "موروكو بيزنيس ويكس"، التي تنظم في لندن من 28 أبريل إلى 9 ماي، بهدف تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية للمغرب وتعزيز روابط التعاون مع المملكة المتحدة.

من خلال هذا الحدث، تؤكد بورصة الدار البيضاء عزمها على ربط سوق الرساميل المغربي بالأسواق الدولية الكبرى، بما يعزز جاذبية المغرب لدى المستثمرين الأجانب. ويعكس هذا التوجه رغبة المملكة في تحقيق نقلة نوعية في علاقاتها الاقتصادية مع شركائها الدوليين، وفي مقدمتهم المملكة المتحدة.

اختتم كولمان كلمته بالتأكيد على أن "مستقبل البلدين، اللذين تربطهما قرون من الثقة والتبادلات التجارية، سيشهد تطوراً مستمراً في الشراكة والازدهار". وأضاف أن الحكومة البريطانية ملتزمة بدعم العلاقات مع المغرب، معتبراً أن هذه الشراكة تمثل نموذجاً للتعاون المثمر الذي يمكن أن يمتد إلى إفريقيا وخارجها.

بهذا، تشكل ندوة "أيام أسواق الرساميل المغربية" خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب والمملكة المتحدة، وإبراز الإمكانات الهائلة التي يزخر بها الاقتصاد المغربي في جذب الاستثمارات الدولية وتحقيق التنمية المستدامة.