أسرتنا

القلق المدرسي عند الأطفال.. كيف نميّز بين الخوف الطبيعي والمعاناة الحقيقية؟


مع العودة المدرسية ، يعيش الأطفال مشاعر متباينة بين الحماس للقاء الأصدقاء وتجربة جديدة، وبين القلق من الانفصال عن البيت أو مواجهة صعوبات لا يعرفون كيف يتعاملون معها. هذا القلق، الذي قد يبدو عابرا في بعض الحالات، يتحول عند أطفال آخرين إلى معاناة حقيقية تؤثر على نومهم، شهيتهم، وحتى رغبتهم في الذهاب إلى المدرسة.



يأخذ القلق المدرسي أشكالا متعددة؛ فالأطفال الأصغر قد ينزعجون من فكرة البقاء بعيدا عن والديهم ساعات طويلة، بينما ينشغل الأكبر سنا بقلق تكوين الصداقات أو الخوف من الامتحانات. وقد يختبئ القلق وراء شكاوى جسدية متكررة مثل آلام البطن أو الصداع، أو يظهر في سلوكيات كرفض المدرسة، الانعزال، ونوبات الغضب.
 

لكن مواجهة هذه الحالة تبدأ من الإصغاء. يحتاج الطفل قبل أي شيء إلى من يسمعه ويفهم مشاعره دون تهوين أو تقريع. فمجرد الاعتراف بخوفه يمنحه شعورا بالطمأنينة. ويمكن للوالدين أن يعززا ثقته بنفسه عبر جمل بسيطة مثل: "أعرف أنك خائف، لكني أثق في قدرتك على التكيف".
 

الخطوة التالية تكمن في محاولة معرفة ما يقلق الطفل تحديدا: هل هو التعرض للتنمر؟ صعوبة في مادة دراسية؟ أم رهبة من معلم أو زملاء؟ الفهم الدقيق للأسباب يسهّل إيجاد الحلول، سواء عبر التحدث مع المدرسة أو تقديم دعم إضافي في البيت.
 

كما أن التخطيط المسبق يساعد كثيرا في تقليل التوتر. زيارة المدرسة قبل بدء العام، لقاء الأصدقاء خارجها، أو حتى تجربة روتين الاستيقاظ المبكر والإفطار وإعداد الحقيبة يمكن أن يمنح الطفل شعورا بالاستعداد. وإذا ارتبط القلق بالدروس، فمراجعة خفيفة قبل البداية قد تمنحه ثقة أكبر.
 

النوم الجيد عنصر أساسي في توازن الطفل النفسي والجسدي. لذلك يُستحسن أن يبدأ الروتين المدرسي قبل أيام من الانطلاقة الفعلية، مع تقليل وقت الشاشات وتشجيع الأنشطة البدنية. كما يمكن إدخال أنشطة مهدئة مثل تمارين التنفس أو الكتابة للتعبير عن المشاعر.
 

ولا ينبغي أن نغفل دور الأهل أنفسهم. فالطفل يلتقط مشاعر والديه بسهولة، وإذا لمس منهم قلقا أو حديثا سلبيا عن المدرسة، فقد يضاعف ذلك مخاوفه. لذا، من الأفضل أن يكون خطاب الأسرة إيجابيا، واقعا بين الطمأنة والتشجيع.
 

بهذا، يتحول القلق المدرسي من عائق إلى فرصة. فرصة يتعلم فيها الطفل أن الخوف شعور طبيعي يمكن تجاوزه، وأن الدعم العائلي والحوار الصادق كفيلان بتحويل التجربة إلى خطوة نحو مزيد من الاستقلالية والثقة بالنفس.


القلق المدرسي، العودة إلى المدرسة، الأطفال والقلق، دعم الأهل، علامات القلق عند الأطفال، الروتين المدرسي


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 2 أكتوبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic