لكن مواجهة هذه الحالة تبدأ من الإصغاء. يحتاج الطفل قبل أي شيء إلى من يسمعه ويفهم مشاعره دون تهوين أو تقريع. فمجرد الاعتراف بخوفه يمنحه شعورا بالطمأنينة. ويمكن للوالدين أن يعززا ثقته بنفسه عبر جمل بسيطة مثل: "أعرف أنك خائف، لكني أثق في قدرتك على التكيف".
الخطوة التالية تكمن في محاولة معرفة ما يقلق الطفل تحديدا: هل هو التعرض للتنمر؟ صعوبة في مادة دراسية؟ أم رهبة من معلم أو زملاء؟ الفهم الدقيق للأسباب يسهّل إيجاد الحلول، سواء عبر التحدث مع المدرسة أو تقديم دعم إضافي في البيت.
كما أن التخطيط المسبق يساعد كثيرا في تقليل التوتر. زيارة المدرسة قبل بدء العام، لقاء الأصدقاء خارجها، أو حتى تجربة روتين الاستيقاظ المبكر والإفطار وإعداد الحقيبة يمكن أن يمنح الطفل شعورا بالاستعداد. وإذا ارتبط القلق بالدروس، فمراجعة خفيفة قبل البداية قد تمنحه ثقة أكبر.
النوم الجيد عنصر أساسي في توازن الطفل النفسي والجسدي. لذلك يُستحسن أن يبدأ الروتين المدرسي قبل أيام من الانطلاقة الفعلية، مع تقليل وقت الشاشات وتشجيع الأنشطة البدنية. كما يمكن إدخال أنشطة مهدئة مثل تمارين التنفس أو الكتابة للتعبير عن المشاعر.
ولا ينبغي أن نغفل دور الأهل أنفسهم. فالطفل يلتقط مشاعر والديه بسهولة، وإذا لمس منهم قلقا أو حديثا سلبيا عن المدرسة، فقد يضاعف ذلك مخاوفه. لذا، من الأفضل أن يكون خطاب الأسرة إيجابيا، واقعا بين الطمأنة والتشجيع.
بهذا، يتحول القلق المدرسي من عائق إلى فرصة. فرصة يتعلم فيها الطفل أن الخوف شعور طبيعي يمكن تجاوزه، وأن الدعم العائلي والحوار الصادق كفيلان بتحويل التجربة إلى خطوة نحو مزيد من الاستقلالية والثقة بالنفس.