أسرتنا

التربية على الصراحة: لماذا يجب أن نمنع أطفالنا من كتمان الأسرار السيئة؟


يحتفظ كل إنسان بجزء من حياته لنفسه، لكن حين يتعلق الأمر بالأطفال تصبح مسألة "الأسرار" أكثر حساسية، فهم لا يدركون دائما متى يكون كتمان السر أمرا عاديا يبعث على الفرح، ومتى يتحول إلى خطر يهدد سلامتهم. لذلك يرى خبراء التربية أن على الأهل أن يساعدوا أبناءهم منذ الصغر على فهم الفرق بين السرية الصحية والسرية الضارة



يشير المتخصصون إلى أن الأطفال غالبا ما يتعاملون مع السر كنوع من اللعبة أو كوسيلة للتقارب مع الأصدقاء، غير أن هذا المفهوم البريء قد يستغله أشخاص سيئون لإخفاء ممارسات مؤذية أو غير لائقة، وهو ما يجعل الصغار عرضة للإساءة أو التلاعب. هنا تبرز الحاجة إلى بناء وعي مبكر عندهم بقاعدة واضحة: الأسرار التي تجلب الفرح أو المفاجآت جميلة، أما تلك التي تثير الخوف والقلق فلا يجب كتمانها أبدا.
 

التمييز بين السر والمفاجأة يعد نقطة جوهرية. فالمفاجأة، مثل هدية عيد ميلاد أو رحلة غير معلنة، تحمل تاريخا زمنيا قصيرا وتنتهي بالكشف عنها لتجلب البهجة. أما السر، فيبقى مخفيا إلى أجل غير معلوم، وقد يتحول إلى عبء ثقيل على نفسية الطفل إذا كان يخفي أمورا سلبية أو مريبة.
 

ولكي يكتسب الطفل هذا الوعي، يحتاج إلى تواصل مفتوح وصادق مع والديه أو أشخاص بالغين يثق بهم. الحوار اليومي حول تفاصيل يومه، وتشجيعه على مشاركة مشاعره، يخلق مساحة آمنة تمنحه الثقة في أن قول الحقيقة لن يعرّضه للعقاب، بل سيحميه من الأذى.
 

كما ينصح الخبراء باستخدام أسلوب لعب الأدوار مع الأطفال، عبر تمثيل مواقف حياتية يُطلب منهم فيها كتمان أمر ما، ومناقشة ما إذا كان هذا السر مقبولا أو لا. بهذه الطريقة يتعلم الصغار، بشكل عملي، متى عليهم التحدث ومتى يمكنهم الصمت.
 

من المهم أيضا أن يتعرف الطفل على قواعد تخص جسده وحدوده الخاصة، مثل قاعدة "ملابس السباحة" التي تؤكد أن أي منطقة مغطاة بها لا يجوز لأحد لمسها. مثل هذه التوضيحات البسيطة تزرع في ذهنه مبدأ الاستقلالية الجسدية وتساعده على حماية نفسه في المواقف غير الآمنة.
 

في النهاية، تعليم الأطفال أن لا يحتفظوا بالأسرار السيئة ليس دعوة إلى انتهاك خصوصياتهم أو مطالبتهم بالكشف عن كل تفاصيل حياتهم، بل هو وسيلة لوقايتهم من المخاطر المحتملة. والفرق بين الخصوصية الصحية وكتمان ما يؤذيهم يجب أن يكون واضحا لديهم منذ الصغر، لأن الحماية تبدأ بالوعي، والوعي يبدأ بالحوار


الأطفال، الأسرار، التربية، الحماية، الخصوصية، المفاجآت، الأسرار الجيدة، الأسرار السيئة


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 2 أكتوبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | المجلة الأسبوعية لويكاند | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ























Buy cheap website traffic