في رسالته الموجهة إلى مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، طالب الحمراوي بإنهاء عضوية كرمان في مجلس الرقابة التابع للشركة، مشيرًا إلى أن المنصب يقتضي الالتزام بالقيم الأخلاقية والموضوعية عند التعاطي مع القضايا العامة، وهو ما لم يتحقق، بحسبه، في تصريحاتها الأخيرة المتعلقة بالمغرب.
وأوضح أن الناشطة اليمنية انخرطت في نشر روايات مضللة وتحريضية على منصات التواصل الاجتماعي، داعيًا الشركة إلى فتح تحقيق داخلي شفاف لتقييم مدى احترام كرمان لمدونة قواعد السلوك الخاصة بالمجلس واتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة في حال ثبوت أي انتهاكات. كما شدد الحمراوي على أهمية إصدار بيان رسمي يوضح التزام “ميتا” بالحياد والاستقلالية في إدارة شؤون المجلس.
وفي خطوة موازية، وجه الحمراوي رسالة إلى لجنة نوبل النرويجية، داعيًا فيها إلى مراجعة منح جائزة نوبل للسلام لتوكل كرمان، معتبراً أن تصرفاتها الأخيرة تتناقض مع روح الجائزة وقيمها الإنسانية، مشيرًا إلى أنها استخدمت مكانتها الرمزية لترويج محتوى تحريضي ومضلل يهدف إلى إحداث انقسامات اجتماعية وسياسية داخل المجتمعات المختلفة. وأوضح أن هذه التصرفات تطرح تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية للحائزين على الجائزة بعد منحها، داعيًا اللجنة إلى التفكير في إنشاء آلية رقابية دائمة لضمان التزام الفائزين بالمبادئ الأخلاقية للسلام.
وأكد الحمراوي على أن “صمت اللجنة قد يُفسر على أنه تواطؤ أو قبول ضمني بسلوكيات تسيء إلى سمعة جائزة نوبل”، مشددًا على ضرورة التحرك العاجل للحفاظ على مصداقية الجائزة ومكانتها الأخلاقية. وأضاف أن الحياد والمسؤولية الأخلاقية يجب أن يظلا معيارًا لكل من يمثل رموز السلام العالمي، وأن أي تجاوز لهذه المبادئ يهدد مصداقية المؤسسات الدولية ويقلل من تأثيرها الرمزي.
كما أشار مؤسس “حكومة الشباب الموازية” إلى أن تحركات كرمان الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل حالة نموذجية لتأثير الشخصيات العامة على الرأي العام، مؤكدًا أن المسؤولية الاجتماعية للرموز الدولية تتطلب التزامًا صارمًا بالقيم الأخلاقية والموضوعية، بما يضمن عدم استغلال منصبها لإشعال التوتر أو زرع الانقسام بين الشعوب.
وخلص الحمراوي إلى التأكيد على أن مراجعة الوضع الاعتباري لتوكل كرمان ليست مجرد مطلب شكلي، بل ضرورة ملحة للحفاظ على سمعة المؤسسات الدولية المانحة للجوائز، وضمان أن يظل التأثير الرمزي لهؤلاء الحائزين على الجوائز أداة لبناء السلام والتقارب بين الشعوب، لا أداة للتحريض والتشويش على الاستقرار الاجتماعي والسياسي.