تأتي هذه الزيارة في إطار العلاقات الإنسانية والتضامن الدولي، حيث تُعد مؤسسة للا أسماء مرجعا على الصعيدين الوطني والإفريقي في العناية بالأطفال ذوي الإعاقة السمعية. وقد شكلت المناسبة فرصة للاطلاع على النموذج المتكامل الذي تعتمده المؤسسة، والذي يشمل الرعاية الطبية والتأهيل، التمدرس المتخصص، الدعم النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلى إشراك الأسر في عمليات التتبع والتكوين.
وشملت الزيارة جولة موسعة في فضاءات المؤسسة، بما فيها المخيم الصيفي وورشات الفخار والديوراما والنحت، إضافة إلى قاعات الرياضة ودروس اللغات، وتدريبات خاصة بلغة الإشارة الأمريكية. كما تم تقديم روبوت تعليمي مخصص لتعليم لغة الإشارة، وتطبيق ذكاء اصطناعي متطور يعزز علاج النطق ومواكبة الأطفال داخل وخارج المؤسسة.
وفي لفتة إنسانية لافتة، أعلنت مؤسسة للا أسماء عن مبادرة جديدة ستتيح استفادة عشرين طفلاً من السلفادور يعانون من الصمم من خدمات المؤسسة وخبرتها، لينضموا إلى أكثر من 800 طفل مغربي و240 طفلاً من 21 دولة إفريقية وعربية سبق أن استفادوا من برنامج "نسمع"، الذي أطلقته المؤسسة عام 2002.
وتم خلال الزيارة تسليط الضوء على الشراكات الاستراتيجية التي أبرمتها المؤسسة، أبرزها الاتفاق الموقع مع جامعة غالوديت الأمريكية، المتخصصة في تعليم الصم، والذي يهدف إلى تطوير برامج أكاديمية وتكوينية مشتركة. كما تم استعراض ثلاث اتفاقيات وقّعت في يونيو الماضي، تركز على الشمول الرقمي، والإدماج المهني، وتعزيز التعاون العلمي في هذا المجال.
وعلى هامش الزيارة، عقدت الأميرة للا أسماء والسيدة الأولى غابرييلا رودريغيز دي بوكيلي مباحثات رسمية تمحورت حول تطوير الشراكات الإنسانية وتوسيع آفاق التعاون في مجال رعاية الأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
واستُقبلت الضيفتين لدى وصولهما إلى المؤسسة من طرف تشكيلة من القوات المساعدة أدّت التحية الرسمية، قبل أن تتقدّم للسلام عليهما مجموعة من المسؤولين الحكوميين، ضمنهم وزراء التربية الوطنية والصحة والتعليم العالي والشباب والثقافة والتضامن، إضافة إلى ممثلي السلطات المحلية والمنتخبين وشخصيات مدنية بارزة.
تجسد هذه الزيارة دينامية المؤسسة وانفتاحها العالمي، كما تعزز مكانة المغرب كفاعل إنساني إقليمي ودولي في مجال حماية ورعاية الأطفال في وضعية هشاشة، خصوصاً ذوي الإعاقة السمعية