حياتنا

ارتفاع أعداد القاصرين المغاربة المهاجرين إلى سبتة المحتلة: أزمة إنسانية متفاقمة


شهدت مدينة سبتة المحتلة خلال نهاية الأسبوع الماضي وصول 41 قاصراً مغربياً غير مصحوبين بذويهم من شواطئ الفنيدق، وفقاً لبيانات صادرة عن الحكومة المحلية للمدينة يوم الاثنين. وأثار هذا الوضع قلق المسؤولين المحليين نظرًا لتزايد أعداد المهاجرين القاصرين في الآونة الأخيرة.



تفاصيل الأرقام والإحصائيات
صرّح المتحدث باسم حكومة سبتة المحتلة، أليخاندرو راميريز، في مؤتمر صحفي أن 41 قاصراً مغربياً دخلوا المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث وصل 30 منهم يوم الأحد، وعشرة يوم السبت، وواحد يوم الجمعة. وأوضح راميريز أن العدد الإجمالي للقاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم تحت رعاية حكومة سبتة يبلغ حالياً 423 قاصراً.

وأشار إلى أن هذا العدد يمثل 24 ضعف المتوسط الوطني في إسبانيا لعدد القاصرين لكل ألف نسمة، مما يضع ضغطاً كبيراً على البنية التحتية والخدمات الاجتماعية للمدينة.

قلق متزايد من الحكومة المحلية
أعرب أليخاندرو راميريز عن قلقه بشأن تزايد أعداد الوافدين من القاصرين المغاربة، مشيراً إلى أن هذا التدفق يشكّل تحدياً كبيراً على مستوى الرعاية والإيواء. وأكد أن المدينة تواجه صعوبات متزايدة في توفير الموارد اللازمة لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال، الذين غالباً ما يصلون في ظروف إنسانية صعبة.

أبعاد إنسانية وأزمة متفاقمة
يمثل هذا الوضع أزمة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المغربية والإسبانية على حد سواء. فالقاصرون الذين يغامرون بحياتهم للوصول إلى سبتة غالباً ما يبحثون عن فرص أفضل للهروب من الفقر أو الظروف الاجتماعية الصعبة في بلدهم. ومع ذلك، فإن وصولهم إلى سبتة لا يعني بالضرورة نهاية معاناتهم، حيث يواجهون تحديات جديدة تتعلق بالرعاية والإدماج في المجتمع.

الحلول الممكنة
تعزيز التعاون الثنائي: يجب على المغرب وإسبانيا تعزيز التعاون لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية، بما في ذلك تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المناطق التي تشهد ارتفاعاً في معدلات الهجرة.

زيادة الدعم الإنساني: تحتاج حكومة سبتة إلى دعم إضافي من الحكومة المركزية في إسبانيا ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الرعاية والخدمات الأساسية للقاصرين.

برامج إعادة الإدماج: يمكن تطوير برامج لإعادة إدماج القاصرين الذين يصلون إلى سبتة، سواء من خلال العودة الطوعية إلى المغرب أو توفير فرص تعليم وتأهيل داخل إسبانيا.

وتزايد أعداد القاصرين المغاربة المهاجرين إلى سبتة المحتلة يعكس أزمة إنسانية معقدة تتطلب استجابة متعددة الأطراف. وبينما تعمل المدينة على مواجهة هذا التحدي، يبقى الحل الجذري مرهوناً بجهود مشتركة لمعالجة الأسباب الأساسية للهجرة وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المتضررة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 2 يوليو/جويلية 2025
في نفس الركن