أسرتنا

احذري أن تتحولي إلى أم لزوجك : نصائح للحفاظ على دورك كشريكة لا كمربية


كثير من النساء يقعن في فخ غير مرئي حين يتحول حبهن وحنانهن إلى رعاية مفرطة تُخرج العلاقة الزوجية من توازنها الطبيعي. فتبدأ الزوجة في لعب دور الأم بدل الشريكة، فتُراقب، وتُذكّر، وتُصلح، وتتحمل، إلى أن تجد نفسها مسؤولة عن رجلٍ بالغ أكثر مما هي محبوبة له. وهنا تفقد العلاقة معناها الحقيقي، لأن الحب حين يختنق بالواجب، يتحول إلى عبء نفسي يستهلك الطرفين معًا.



تبدأ المشكلة غالبًا بنوايا طيبة، حين تحاول المرأة أن تدعم زوجها وتكون له سندًا في ضعفه، لكنها مع الوقت، ودون وعي، تبدأ في تصحيح أخطائه وتحمّل تقصيره، وتبرير سلوكه، وكأنها أمه لا زوجته. في المقابل، يعتاد الرجل هذا الوضع المريح فيتراجع عن مسؤولياته تدريجيًا، ويصبح الاعتماد على الزوجة أمرًا بديهيًا، بينما تتآكل في داخلها مشاعر الأنوثة والشراكة.
 

تُظهر هذه الديناميكية خللًا عاطفيًا خطيرًا، إذ تتحول العلاقة من توازن بين طرفين إلى علاقة أحادية الطرف. فحين تُصبح المرأة "المربية" في البيت، تفقد العلاقة جانبها الرومانسي، لأن الرغبة لا تزدهر في بيئة يغيب فيها الندّ العاطفي. الأمومة تُوقظ الحنان، لكنها تقتل الشغف حين توضع في غير مكانها.
 

الزواج في جوهره علاقة بين ناضجين، لا بين راعٍ وطفل. فحين يتحمل أحد الطرفين عبء الآخر باستمرار، يُلغى الشعور بالمساواة ويُستبدل بعلاقة غير متكافئة. إن الحب لا يعني أن تُربي شريكك أو تُصلح سلوكه، بل أن تمنحه المساحة لينضج بمسؤوليته، وأن تُذكّره بأنه قادر، لا محتاج لمن يسهر على تفاصيله اليومية كالأم.
 

ولكي تتجنب المرأة هذا الفخ، عليها أن تُدرك حدود عطائها. فالدعم لا يعني القيام بكل شيء، والرعاية لا تبرر التنازل عن الاحترام المتبادل. من الضروري أن تترك للرجل مسؤولياته، وأن ترفض بهدوء أن تُختزل في دور الراعية. الشريك لا يحتاج إلى حضن أمومي دائم، بل إلى امرأة تُلهمه وتشاركه وتحفّزه على النمو.
 

في النهاية، الحب الناضج هو الذي يخلق علاقة متوازنة، حيث يُمنح الحنان بقدر، ويُحترم استقلال الطرفين. كوني شريكة لا أمًّا، وامنحي نفسك حق التعبير عن حاجاتك كما تفعلين مع الآخرين. فالعلاقة الصحية هي التي تُبنى على التكامل، لا على الرعاية المفرطة التي تُفقد المرأة ذاتها، وتحوّل الرجل إلى طفل لا يعرف كيف يكون زوجًا


الزواج، العلاقة الزوجية، الحب الناضج، الرعاية المفرطة، فقدان التوازن، الأدوار في العلاقة


Aicha Bouskine
عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام والاتصال، باحثة في العلوم السياسية وصانعة محتوى في إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 16 أكتوبر 2025

              

آخر الأخبار | حياتنا | صحتنا | فن وفكر | لوديجي ستوديو | كتاب الرأي | أسرتنا | تكنو لايف | بلاغ صحفي | لوديجي ميديا [L'ODJ Média] | كيوسك | اقتصاديات | كلاكسون


Bannière Réseaux Sociaux

Bannière Lodj DJ

















LODJ24
آخر الأخبار
جاري تحميل الأخبار...
BREAKING NEWS
📰 Chargement des actualités...







Buy cheap website traffic