وفي كلمته خلال ندوة علمية نظمتها مؤسسة دار الحديث الحسنية بشراكة مع موقع "الثوابت الدينية المغربية الإفريقية"، أبرز التوفيق أن مؤسسة إمارة المؤمنين ليست فقط إطاراً سياسياً، بل نظاماً جامعاً يُحقق مقاصد الشريعة ويحمي ما يُعرف بالكليات الخمس: الدين، النفس، العقل، المال، والعِرض، وهي القيم الكبرى التي تقوم عليها المجتمعات الإسلامية.
وأضاف أن البيعة، باعتبارها عقداً شرعياً بين الحاكم والمحكوم، تمثل صلة الوصل التي تضمن مشروعية الإمامة وتحقيق الأمن الروحي للمواطنين، لافتاً إلى أن هذا التقليد الراسخ في التجربة المغربية منح البلاد خصوصية دينية وسياسية قل نظيرها في المحيط الإقليمي.
كما نوّه بالدور المحوري للعلماء، الذين اعتبرهم "شهوداً على مشروعية الإمامة"، مشدداً على أهمية إدماج موضوع البيعة وإمارة المؤمنين في البرامج التعليمية من أجل ترسيخ هذا الوعي لدى الأجيال القادمة وتعزيز انخراطهم في صيانة هذا النموذج.
الندوة اختُتمت بتوصيات ركزت على التعريف بمفهوم الإمامة العظمى ومهامها في صون الدين وخدمة مصالح الأمة، إضافة إلى تحليل البيعة الشرعية من منظور فقهي، وتبيان علاقة إمارة المؤمنين بالتنمية والبُعد الدبلوماسي، باعتبارها مؤسسة تضطلع بدور في الدفاع عن المصالح الوطنية في الداخل والخارج