أسرتنا

​لننهي عدّ دقائق الشاشة: كيف نساعد أطفالنا على العيش في العصر الرقمي


في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا وتصبح الأجهزة الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، تواجه العديد من الأسر تحديًا حقيقيًا في تربية الأطفال. كثير من الآباء والأمهات يعيشون صراعًا بين الشعور بالذنب والواقع الرقمي، فبينما نصحنا مرارًا وتكرارًا بأن "الإفراط في استخدام الشاشات يضر بالأطفال"، نجد أنفسنا نعد الدقائق، نخفي الأجهزة اللوحية، ونضع قواعد صارمة، وفي الوقت نفسه نشعر بالضغط كلما منحنا أطفالنا بعض الوقت أمام الشاشة للحصول على هدوء مؤقت.



ولكن ماذا لو غيرنا هذا المنظور؟ بدلًا من مراقبة كل دقيقة يقضيها الأطفال أمام الشاشة، يمكننا التركيز على مرافقتهم وتوجيههم في عالم رقمي لم يعد اختيارًا بل ضرورة. هذا النهج لا يعني السماح بالاستخدام المفرط، بل يعني تعليم الأطفال كيف يتعاملون مع التكنولوجيا بوعي، كيف يختارون المحتوى المفيد، وكيف يحافظون على التوازن بين العالم الرقمي والواقع.

في النهاية، الهدف ليس منع الشاشات، بل تمكين الأطفال من تطوير مهاراتهم الرقمية بطريقة آمنة ومسؤولة، مع بناء قدرة على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصحيحة في عالم يتشابك فيه الواقع والمجال الرقمي بشكل يومي. إن مرافقتهم ودعمهم هو السبيل الأمثل لتحويل التكنولوجيا من مصدر قلق إلى أداة تعليمية وتنموية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 29 دجنبر 2025
في نفس الركن