بقلم : رشيد بوفوس
لقد صرفت الدولة المليارات في بناء الطرق السيارة والمطارات والموانئ والمشاريع الكبرى. وهذه أمور لا ننكر قيمتها. لكن السؤال الذي يطرحه كل مواطن اليوم: ماذا عن المدرسة العمومية التي تنهار؟ ماذا عن المستشفيات التي تتحول إلى مقابر؟ ماذا عن الشباب الذين يتخرجون من الجامعات ليجدوا أنفسهم في طوابير البطالة؟
لا يمكن أن نتحدث عن تنمية حقيقية بينما شبابنا عاطل، وأطفالنا محرومون من تعليم جيد، ومرضانا يموتون بسبب غياب طبيب أو دواء. الحجر بلا بشر مكوَّن وواعٍ مجرد بنايات فارغة. التنمية ليست إسمنتاً وزجاجاً، بل هي عقل متعلم، يد منتجة، قلب مطمئن.
ما وقع في أكادير قبل أيام ليس حالة استثنائية، بل هو صورة عن واقع نعيشه يومياً في كل مستشفى ومستوصف. ثماني نساء حوامل فقدن حياتهن في أسبوع واحد. أليس هذا جرحاً في قلب الوطن؟ من سيعيد الحياة لهن؟ من سيحاسب المسؤول عن إهمالهن؟
إننا نعيش أزمة ثقة حقيقية بين المواطن والدولة. الناس لم يعودوا يثقون في المستشفى العمومي، ولا في المدرسة العمومية، ولا حتى في وعود السياسيين. وما يفعله شبابنا اليوم، بالنزول إلى الشارع، هو محاولة لاستعادة هذه الثقة المفقودة.
جيل اليوم، جيل “زد”، لا يريد الانتظار. لا يريد أن يُقال له “غداً”. يريد تعليماً يفتح الأبواب، لا يسدّها. يريد اقتصاداً يوفّر فرص العمل، لا يخلق الإحباط. يريد ديمقراطية تُصغي لصوته، لا تخنقه. يريد أن يشعر أن هذا الوطن وطنه، لا مكاناً ضيقاً يطرده.
ما يحدث ليس تهديداً لاستقرارنا كما يحاول البعض أن يروّج. بل هو إنذار، بل فرصة. فرصة لإعادة ترتيب الأولويات. فرصة لنقول جميعاً: كفى من السياسات العاجزة. كفى من الإهمال. كفى من بناء الحجر ونسيان البشر.
نريد إصلاحاً عميقاً، لا مسكّناً ظرفياً. نريد أن تكون المدرسة والجامعة والمستشفى في قلب المشروع الوطني. نريد أن تكون كرامة المواطن هي المعيار، لا الصور الدعائية ولا الأرقام الباردة.
إن بناء الوطن لا يبدأ من البنايات، بل من الإنسان. الإنسان هو من يبني ويبدع ويصنع. إذا ضاع الإنسان، ضاع كل شيء.
فلنرفع جميعاً هذا الشعار، لا كشعار سياسي فقط، بل كميثاق وطني جديد: " بناء البشر قبل الحجر".
لا يمكن أن نتحدث عن تنمية حقيقية بينما شبابنا عاطل، وأطفالنا محرومون من تعليم جيد، ومرضانا يموتون بسبب غياب طبيب أو دواء. الحجر بلا بشر مكوَّن وواعٍ مجرد بنايات فارغة. التنمية ليست إسمنتاً وزجاجاً، بل هي عقل متعلم، يد منتجة، قلب مطمئن.
ما وقع في أكادير قبل أيام ليس حالة استثنائية، بل هو صورة عن واقع نعيشه يومياً في كل مستشفى ومستوصف. ثماني نساء حوامل فقدن حياتهن في أسبوع واحد. أليس هذا جرحاً في قلب الوطن؟ من سيعيد الحياة لهن؟ من سيحاسب المسؤول عن إهمالهن؟
إننا نعيش أزمة ثقة حقيقية بين المواطن والدولة. الناس لم يعودوا يثقون في المستشفى العمومي، ولا في المدرسة العمومية، ولا حتى في وعود السياسيين. وما يفعله شبابنا اليوم، بالنزول إلى الشارع، هو محاولة لاستعادة هذه الثقة المفقودة.
جيل اليوم، جيل “زد”، لا يريد الانتظار. لا يريد أن يُقال له “غداً”. يريد تعليماً يفتح الأبواب، لا يسدّها. يريد اقتصاداً يوفّر فرص العمل، لا يخلق الإحباط. يريد ديمقراطية تُصغي لصوته، لا تخنقه. يريد أن يشعر أن هذا الوطن وطنه، لا مكاناً ضيقاً يطرده.
ما يحدث ليس تهديداً لاستقرارنا كما يحاول البعض أن يروّج. بل هو إنذار، بل فرصة. فرصة لإعادة ترتيب الأولويات. فرصة لنقول جميعاً: كفى من السياسات العاجزة. كفى من الإهمال. كفى من بناء الحجر ونسيان البشر.
نريد إصلاحاً عميقاً، لا مسكّناً ظرفياً. نريد أن تكون المدرسة والجامعة والمستشفى في قلب المشروع الوطني. نريد أن تكون كرامة المواطن هي المعيار، لا الصور الدعائية ولا الأرقام الباردة.
إن بناء الوطن لا يبدأ من البنايات، بل من الإنسان. الإنسان هو من يبني ويبدع ويصنع. إذا ضاع الإنسان، ضاع كل شيء.
فلنرفع جميعاً هذا الشعار، لا كشعار سياسي فقط، بل كميثاق وطني جديد: " بناء البشر قبل الحجر".