استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون
أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة
يا رَبَّنا، قَدْ جَفَتْنِي في الدُّجى سُبُلٌ،
فَاكْشِفْ كُروبي، فَإِنِّي اليومَ في نَصَبِ.
يا مَنْ يُجِيبُ نِداءَ العَبْدِ مُنْكسرًا،
لَطَفًا بِقَلْبٍ تَوارى خَلْفَ مُنْقَلِبِ.
نَادَيْتُكَ اللَّيْلَ، دَمعُ العَيْنِ يَحْرُقُني،
هَلَّا أَجَبْتَ دُعائي دونَما سَبَبِ؟
أَنْتَ الرَّؤُوفُ، وَقَدْ ضَاقَتْ بِنَا فُسَحٌ،
فَابْسُطْ يَدَيكَ لِعَبْدٍ طاحَ في العَطَبِ.
عافِ القلوبَ، فَقَدْ نَالتْهَا أَسِنَّتُها،
وَاغْفِرْ ذُنُوبًا خَفَتْ في النَّفْسِ كالشُّهُبِ.
فَرِّجْ هُمُومًا كَسَتْ أَيَّامَنا ظُلَمًا،
وَامْلأْ صُدُورَ الوَرَى بالأمنِ وَالرُّحُبِ.
أَصْلِحْ حَيَاتَنَا وَارْزُقْنَا سَنًا أَمَلٍ،
وَامْحُ الكآبَةَ مِنْ أَحْلَامِنا التَّعِبِ.
كُنْ دَائِمًا لِلمَدى رُكنًا نَفِرُّ لهُ،
وَاجْعَلْ نُجُومَ الرَّجَا تُهْدِي إلى الطَّلَبِ.
اشْفِ المَريضَ، وَرُدَّ العَافِيَةَ لَهُ،
وَارْحَمْ مَنِ ارتَحَلُوا في اللَّيْلِ وَالسَّحَبِ.
أسْعِدْ قُلُوبًا سَئِمْنَا الجَرْحَ يُوجِعُها،
هَلْ فِي رِضاكَ دَوَاءٌ للَّذي ذَهَبِ؟
واجْعَلْ مَقامَنَا فِي الحَشْرِ مُشْرِقًا،
بِالنُّورِ يَسْقِي وُجُوهًا دونَما عَتَبِ.
رِضوانُكَ الغَايَةُ العُظمى لَنَا أَمَلٌ،
فَارْزُقْنَا القُرْبَ فِي الدُّنْيَا وَفي الحِسَبِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتيتُ اليومَ مُفْتَقِرًا،
فَاقْبَلْ وُقُوفِي، وَكُنْ عَوْنًا لِمَنْ طَلَبِ.
تَغْمِيدُ رَحْمَتِكَ الأَسمى هِيَ المُنْتَهَى،
فَارْحَمْ عَبِيدًا غَفَوْا فِي ظِلِّ مُغْتَرِبِ.
فَاكْشِفْ كُروبي، فَإِنِّي اليومَ في نَصَبِ.
يا مَنْ يُجِيبُ نِداءَ العَبْدِ مُنْكسرًا،
لَطَفًا بِقَلْبٍ تَوارى خَلْفَ مُنْقَلِبِ.
نَادَيْتُكَ اللَّيْلَ، دَمعُ العَيْنِ يَحْرُقُني،
هَلَّا أَجَبْتَ دُعائي دونَما سَبَبِ؟
أَنْتَ الرَّؤُوفُ، وَقَدْ ضَاقَتْ بِنَا فُسَحٌ،
فَابْسُطْ يَدَيكَ لِعَبْدٍ طاحَ في العَطَبِ.
عافِ القلوبَ، فَقَدْ نَالتْهَا أَسِنَّتُها،
وَاغْفِرْ ذُنُوبًا خَفَتْ في النَّفْسِ كالشُّهُبِ.
فَرِّجْ هُمُومًا كَسَتْ أَيَّامَنا ظُلَمًا،
وَامْلأْ صُدُورَ الوَرَى بالأمنِ وَالرُّحُبِ.
أَصْلِحْ حَيَاتَنَا وَارْزُقْنَا سَنًا أَمَلٍ،
وَامْحُ الكآبَةَ مِنْ أَحْلَامِنا التَّعِبِ.
كُنْ دَائِمًا لِلمَدى رُكنًا نَفِرُّ لهُ،
وَاجْعَلْ نُجُومَ الرَّجَا تُهْدِي إلى الطَّلَبِ.
اشْفِ المَريضَ، وَرُدَّ العَافِيَةَ لَهُ،
وَارْحَمْ مَنِ ارتَحَلُوا في اللَّيْلِ وَالسَّحَبِ.
أسْعِدْ قُلُوبًا سَئِمْنَا الجَرْحَ يُوجِعُها،
هَلْ فِي رِضاكَ دَوَاءٌ للَّذي ذَهَبِ؟
واجْعَلْ مَقامَنَا فِي الحَشْرِ مُشْرِقًا،
بِالنُّورِ يَسْقِي وُجُوهًا دونَما عَتَبِ.
رِضوانُكَ الغَايَةُ العُظمى لَنَا أَمَلٌ،
فَارْزُقْنَا القُرْبَ فِي الدُّنْيَا وَفي الحِسَبِ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتيتُ اليومَ مُفْتَقِرًا،
فَاقْبَلْ وُقُوفِي، وَكُنْ عَوْنًا لِمَنْ طَلَبِ.
تَغْمِيدُ رَحْمَتِكَ الأَسمى هِيَ المُنْتَهَى،
فَارْحَمْ عَبِيدًا غَفَوْا فِي ظِلِّ مُغْتَرِبِ.
هذا القصيدة دعاء شعري روحي يعبر عن تضرع الإنسان إلى الله في لحظات الضيق والانكسار.
يناجي الشاعر ربه بأسماء الرحمة والمغفرة، طالبًا كشف الكرب، وغفران الذنوب، وشفاء المرضى، ورحمة الموتى، وإصلاح الحال. في كل بيت، تظهر حالة من الخشوع والرجاء، حيث يمتزج الألم بالأمل، والحزن برجاء الفرج. تتكرر الدعوة إلى الله بأن يكون عونًا في الدنيا والآخرة، وأن يمنّ على العبد بالنور والهداية والسعادة القلبية. القصيدة تحمل بُعدًا صوفيًا عميقًا، وتعكس روحًا متأملة تفتش عن الطمأنينة في ظلّ رحمة الله الواسعة. استخدم الشاعر صورًا شعرية قوية وأسلوبًا بلاغيًا يجمع بين الفصاحة والرقة، مما يجعل القصيدة مناسبة للتلحين والتأمل الروحي. في مجملها، هي مناجاة خاشعة وموسيقى قلبية تحمل رسائل الأمل والتسليم واليقين بأن رحمة الله أعظم من كل ما يمر به الإنسان من ابتلاءات.