حبيبتي حتى إشعار آخر
جاءت متختلة بالأمس القريب
أطيافها ريح شمالية
من وراء البحر متمردة
مختلة الخطى ليلا و في واضحة النهار
هبت من ثنايا كتاب و نقع حوافر
كتاب لين المرأى صلب الفؤاد
قمطريرا مظلما غاز متآمر
جاءت متختلة بالأمس القريب
تبغي آدم الشروق غروبا
و غصبا تحتل التراب أنقاما
جاءت تراودني احتلال الفؤاد أجيالا
تساومني حبا مرغما قسرا جهارا
آه من آهات الآه
و آه.. و آه.. و آه..
كانت أشباحها قبلها على صدري
نائمة جماعات و فرادى
سهولا جبالا
نائمة على صدري و لم أدر
صارت مع الأزمان تعرفني
كما لم أعرفها يوما
و لم أعرف نفسي
رغما و قسرا
حبيبتي نِكالا جهارا
و غصبا أكثر فأكثر
حبيبتي حتى إشعار آخر
آه من آهات الآه
آه.. و آه.. و آه. .
يـا مـن بِـاسـم الـمـواثـيق و الـعـهـود
بِـاسـم السـلْـم الأُمَـمِـيِّ و الـنُّـفـود
سَـلَـبَـتـنـي حريتي
أَوهـمـتْـنـي وعـودا
أَرغـمـتـنـي أَشـحـث مـنْـهـا صـمـودا
و لَـمـا صـاحـت شَـوارعـي رافضَـة
أقـامـت عـلَـيا الـدواهـي غـاضـبـة
بِـاسـمِ أرْكـانِ الـسّـلْـم تُـهـادِنُـني
و إرْهـاب غـامِـض يـواجـهـنـي
هل صرت دونـكي لـيْـلاً بلا صباح
بَـلَـداً غـائـراً حُـزْنا و جِـراح
ألا فَارْكَـبي أمْواجَ عفوي بلا شراع
بلا صعب و لا تعب و لا قلاع
لَكِ روحي بِلا أحقاد بلا أورام
ورودي و حـقـولـي بِلا أَلْـغـام
ابـحِـري
وطنـي شَـوْقٌ و رِيّـاح
و الـفؤاد طـائـرٌ مَـكْـسـورُ الجناح
لَـكِ حُـبِّـي فـي جَـمـيـعِ الـمـراحـل
بَـحْـرٌ بِـلا حُـدودٍ
بِـلا سَـواحِـل
حتى مَـوطـنـي الـكَـبـيـر
و شـطـآنـي
لـيْـسَ فـيـهـا جُـنـود
و لا قُـيـود
فَـانْـشُـري دِفْءَ ودي
و معنى الوجود
فـي جليد الهجر و في وَهم الحدود
فانـشدي للخلق نَواميس عـشْـقـي
ضميني حبا سلاما
ارفعي اليد عن وطني المغاربي
ثوقي ألملم ماسات عقدي الخماسي
اشتياقي لأنفاس شعوبي و قبائلي
بقلم: عـلـي تـونـسـي