عند وصوله إلى مقر الكلية، استُقبل سمو ولي العهد بتشكيلة من القوات الملكية الجوية التي أدت التحية الرسمية، كما تقدم للسلام عليه عدد من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين، من بينهم الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والعميد مدير الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، إضافة إلى الفريق أول قائد الدرك الملكي، وضباط سامون من القيادة العامة، وولاة وعمال من الجهات والمناطق المحيطة. هذا الحضور الرسمي الكبير يعكس أهمية هذا الحفل في المسار التدريبي والعسكري الوطني.
شهد الحفل تقديم عرض تفصيلي حول “دور القوات المسلحة الملكية في تأمين الحدود الوطنية”، والذي سلط الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها المؤسسة العسكرية في حماية الوحدة الترابية وأمن المغرب، خاصة في ظل التحديات الأمنية الإقليمية والدولية المتزايدة. كما استعرض العرض تطور القدرات العسكرية والتكنولوجيات الحديثة المعتمدة في مراقبة وتأمين الحدود.
خلال هذا الحفل، أشرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن على تسليم شهادات ماستر متخصص في الدفاع الوطني للضباط الذين أتموا دراساتهم في السلك العالي للدفاع، بالإضافة إلى شهادات سلك الأركان التي تمثل مرحلة متقدمة في التدريب العسكري للضباط المغاربة والأجانب على حد سواء. ويمثل هذا الحدث اعترافًا رسميًا بالكفاءات والمهارات المكتسبة والتي تؤهل هؤلاء الضباط لتولي مهام ومسؤوليات قيادية في القوات المسلحة.
كما قدم مدير الكلية مجموعة مختارة من البحوث التي أنجزها خريجو فوج السلك العالي للدفاع، والتي تتناول موضوعات استراتيجية وعسكرية ذات أهمية بالغة، تعكس مستوى الدراسات المتقدم والتفكير النقدي الذي يتم تطويره في هذه المؤسسة العسكرية العليا، الأمر الذي يسهم في تعزيز القدرات العسكرية المغربية على مختلف المستويات.
يضم الفوج المتخرج 296 ضابطًا، منهم 77 ضابطًا ينحدرون من 28 دولة مختلفة، مما يعكس بعدًا دوليًا للتعاون العسكري والتبادل المعرفي بين المغرب وشركائه. هذا التنوع يعزز من مكانة الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا كمنصة دولية لتكوين الكفاءات العسكرية، ويساهم في بناء علاقات استراتيجية تعود بالنفع على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي