وجاء المغرب في المرتبة 111 عالمياً من أصل 168 دولة شملها التقرير، بنسبة انتشار بلغت 12.3%، وهو ما يُعد رقماً منخفضاً نسبياً مقارنة بالمتوسط العالمي، ما يضع المملكة ضمن الثلث الأخير في سلم استهلاك التبغ. ويعكس هذا الترتيب المحدود نتائج السياسات التوعوية والصحية التي تبنتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، رغم التحديات المرتبطة بانتشار التدخين في بعض الفئات العمرية والمجالية.
وعلى صعيد الدول المغاربية، تصدرت الجزائر المشهد الإقليمي بنسبة 21.4%، محتلة المرتبة 60 عالمياً، فيما جاءت تونس في المرتبة 76 بنسبة 19%. أما موريتانيا، فسجلت أدنى نسبة استهلاك عربياً، بـ8.3% فقط، مما جعلها في المرتبة 140، وهو مؤشر إيجابي قد يعكس خصوصيات ثقافية ودينية أو فاعلية الإجراءات المحلية.
عربياً، احتلت الأردن المرتبة الأولى بنسبة استهلاك مرتفعة بلغت 37.1%، ليحتل المرتبة الخامسة عالمياً، متقدماً على لبنان الذي حل في المركز العاشر عالمياً بنسبة 34.1%. أما مصر فسجلت نسبة 25.8% محتلة الرتبة 39 عالمياً، في حين جاءت الإمارات في مركز متأخر (124 عالمياً) بنسبة 10.7%.
أما على المستوى العالمي، فقد تصدرت ناورو، الدولة الصغيرة الواقعة في المحيط الهادئ، التصنيف بأعلى معدل استهلاك بلغ 47.7%. وتلتها بورما (ميانمار) بنسبة 42.2%، ثم إندونيسيا بـ39%. ومن جهة أخرى، سجلت نيجيريا أدنى معدل عالمي بنسبة 2.6%، تلتها غانا (2.8%)، ثم بنين، إثيوبيا، وأوغندا بنسبة تقل عن 5%.
ويعتمد هذا المؤشر على متوسط انتشار التبغ بشكليه: تدخيناً ومضغاً، بين الرجال والنساء الذين تتجاوز أعمارهم 15 عاماً. ويُعد مرجعاً مهماً لواضعي السياسات الصحية لتقييم مدى انتشار التدخين، ومدى فاعلية برامج الوقاية والحملات التوعوية المعتمدة في كل دولة.
ويبرز التقرير أيضاً الحاجة المُلِحة لتكثيف التدخلات التربوية والصحية في الدول ذات النسب المرتفعة، وتنويع مقاربات المكافحة، خاصة وسط الشباب والنساء، في ظل تزايد إغراءات الإعلانات التجارية وصعود منتجات بديلة كالسجائر الإلكترونية