وتفاقمت الوضعية حين باغتت آلام المخاض السيدة وهي على متن الطرامواي الرابط بين سلا والرباط، لتجد نفسها مضطرة للولادة داخل العربة وسط ذهول الركاب وتعاطفهم. وقد توقّفت حركة السير في إحدى المحطات في انتظار وصول سيارة الإسعاف، لكن المولود لم يصمد طويلاً، ليفارق الحياة لاحقًا في ظروف أثارت الكثير من الاستياء المجتمعي.
وكشف سؤال كتابي وجّهه النائب البرلماني عبد الله بووانو لوزير الصحة أن مستشفى مولاي عبد الله يعاني خصاصًا خطيرًا في الموارد البشرية، إذ لا يضم سوى طبيبة واحدة في تخصص التوليد، بينما لا يتجاوز مجموع أطباء هذا التخصص في مدينة سلا ست طبيبات موزعات على كل المؤسسات الصحية العمومية، ما يعني غياب شبه تام لنظام الحراسة الليلية وخارج ساعات العمل.
ودعا النائب وزير الصحة إلى فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات في هذه الحادثة التي وصفها بالخطيرة، كما طالب بالكشف عن الإجراءات العملية لتأهيل خدمات الولادة في سلا، وتوفير العدد الكافي من الأطر الطبية وتفعيل نظام المداومة بشكل دائم لضمان استمرارية الخدمة.
وتحوّلت الحادثة إلى قضية رأي عام، بعدما كشفت مرة أخرى هشاشة المنظومة الصحية في التعامل مع الحالات الطارئة، وأكدت الحاجة الملحّة لإصلاح عميق يضمن للنساء حقهن في الرعاية الفورية، ويمنع تكرار مثل هذه المآسي التي لا ينبغي أن تحدث داخل مؤسسات يُفترض أن تكون ملاذًا للمرضى وليس نقطة انطلاق لمعاناتهم