وجاء هذا الإعلان في سياق تفاعل الوزارة مع مراسلة النائب البرلماني عن دائرة فاس الجنوبية، علال العمروي، الذي شدد على ضرورة تحديث البنية التحتية للمطار لمسايرة التحولات التي تعرفها المدينة واحتياجات المسافرين المتزايدة.
ويعد مطار فاس سايس حالياً من البوابات الجوية الحديثة بالمملكة، إذ يتوفر على محطة مجهزة بأحدث الأنظمة والخدمات بطاقة استيعابية تبلغ 2.5 مليون مسافر سنوياً، فيما بلغ عدد المسافرين خلال السنة الماضية حوالي 1.9 مليون، بزيادة لافتة بلغت 13% مقارنة بالسنة التي سبقتها، ما يعكس وتيرة نمو قوية مرشحة للتصاعد.
المشروع المزمع تنفيذه سيشمل إعادة تصميم وتوسيع المحطة الجوية للمسافرين لتقديم خدمات أكثر تنوعاً وراحة، إضافة إلى توسيع ساحة وقوف الطائرات لاستيعاب المزيد من الرحلات في أوقات الذروة، وتنفيذ أشغال تهيئة خارجية تشمل الطرق المؤدية للمطار ومواقف السيارات، بما يضمن سهولة الولوج ويعزز انسيابية الحركة.
تحليلًا للأبعاد الأوسع لهذه الخطوة، فإن توسعة المطار تمثل استثماراً في المستقبل، يندرج ضمن سياسة المغرب لتقوية بنيته التحتية وربط مدنه الرئيسية بشبكات نقل جوي قادرة على استيعاب الطلب المتزايد من الأسواق الدولية. كما أن هذا المشروع سيساهم في تعزيز تنافسية فاس كمركز سياحي وثقافي، ويفتح المجال أمام استقبال مزيد من الوفود السياحية والمؤتمرات الدولية، فضلاً عن تحفيز الاستثمارات في مجالات الضيافة والخدمات.
وتشير المعطيات إلى أن هذا التطوير لن يقتصر أثره على قطاع الطيران فحسب، بل سيمتد ليشكل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتحسين صورة المدينة كمحطة جذب لوجيستي في قلب المغرب. وفي ظل توجه المملكة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030 في مجالات السياحة والنقل، يمثل هذا المشروع لبنة أساسية في ترسيخ موقع فاس على خارطة المراكز الحضرية الأكثر ارتباطاً وانفتاحاً على العالم