وفي كلمته بالمناسبة، شدد السيد البواري على أن تنظيم الحفل بشكل مشترك بين المؤسسات الثلاث يعكس إرادة الوزارة في بناء منظومة وطنية متكاملة للتكوين، قائمة على التعاون والتآزر بين المؤسسات، وموجهة نحو رفع جودة التكوينات بما يتلاءم مع أهداف استراتيجية "الجيل الأخضر 2020-2030"، التي تسعى إلى تعزيز القدرات البشرية لضمان تحديث مستدام لقطاع الفلاحة والغابات والصيد البحري.
ويُذكر أن هذه المؤسسات الثلاث أسهمت منذ تأسيسها في تكوين أكثر من 23 ألف خريج، بينهم أكثر من 2000 طالب من دول إفريقية شقيقة، ما يعكس التزام المغرب بدعم التعاون جنوب–جنوب وتعزيز دور المملكة كمرجع إقليمي في تكوين الأطر الفلاحية المؤهلة.
من جانبه، أشار مدير المدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين بسلا، سعيد لحسيني، إلى أن الحفل، الذي نظم للسنة الثانية على التوالي بشكل مشترك، يعكس نجاح المسار التكويني الذي يجمع بين تعليم نظري عالي الجودة وتجربة ميدانية رصينة، مما يمكّن الخريجين من المساهمة بفعالية في تنفيذ الاستراتيجيات الوطنية في مجالات الفلاحة والغابات. ويبلغ إجمالي خريجي المدرسة حوالي 1500، منهم نحو 28% من الطلبة الأفارقة.
وفي السياق ذاته، أوضح مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، عبد العزيز الحرايكي، أن التعاون بين المؤسسات الثلاث يتيح تكوين مهندسين وأطباء بيطريين قادرين على مواكبة تنمية الفلاحة الوطنية وضمان السلامة الصحية والغذائية ودعم التحول نحو أنظمة غذائية مستدامة. ومنذ تأسيسه عام 1966، أسهم المعهد في تكوين أكثر من 17.500 خريج، بينهم أكثر من 1300 طالب من 34 دولة إفريقية.
أما مدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، سعيد عامري، فأكد أن الدورة الحالية تمثل استمرارية لنهج الحفل المشترك، مضيفا أن المدرسة تحتفل بتخرج فوجها الرابع والثمانين، وقد أسهمت منذ تأسيسها عام 1942 في تكوين أكثر من 4300 مهندس، أغلبهم يلجون سوق الشغل الوطني أو يواصلون الدراسات العليا بالخارج.
وشهد الحفل تسليم الشهادات للخريجين وتكريم المتفوقين، إضافة إلى تكريم المديرين السابقين وبعض الخريجين السابقين تقديرا لإسهاماتهم في إشعاع المؤسسات وتعزيز رسالة التميز الأكاديمي. كما أشرف السيد البواري على توقيع اتفاقية بين المؤسسات الثلاث لتعزيز البحث التطبيقي، وتمويل المشاريع المشتركة، وتقديم المنح الدراسية لطلبة الدكتوراه، بما يسهم في دعم الابتكار وتطوير القطاع الفلاحي الوطني