أخبار بلا حدود

هل تكتفي إيران بإسرائيل أم توسّع ردّها ليشمل قواعد أمريكية في الشرق الأوسط ؟


في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية المفاجئة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة في فوردو ونطنز وأصفهان، تبدو طهران أمام خيارات استراتيجية دقيقة: هل ستُبقي ردها محصورًا في استهداف إسرائيل؟ أم ستفتح جبهات أخرى ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط؟



ردّ محسوب ضمن مرحلة أولى
 

فور انتهاء الغارات الأمريكية، بادرت إيران إلى إطلاق صواريخ باليستية باتجاه مدن إسرائيلية كبرى، شملت تل أبيب والقدس وحيفا. وأعلنت القوات الجو-فضائية للحرس الثوري الإيراني مسؤوليتها، واصفة الضربة بأنها "المرحلة الأولى من الردّ الإيراني".

فيما تمكنت منظومة القبة الحديدية من اعتراض عدد من الصواريخ، فإن بعضها أصاب أهدافًا مدنية، مخلفًا أضرارًا مادية وعددًا من الإصابات.
 

الخطاب الإيراني في هذه المرحلة بدا تصعيديًا لكن مضبوط الإيقاع، متعمدًا إرسال رسائل عسكرية محددة دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة.
 
المصالح الأمريكية تحت المجهر  

في المقابل، تشير تقارير استخباراتية إلى نية إيرانية واضحة في توسيع المواجهة. تم رفع حالة التأهب القصوى في القواعد العسكرية الأمريكية في البحرين والكويت والعراق، تحسبًا لهجمات محتملة بطائرات مسيرة أو صواريخ دقيقة التوجيه.
 

وفي الوقت ذاته، أفادت مصادر أمنية بأن جماعات حليفة لإيران، من بينها حزب الله والحوثيون، تلقت تعليمات بالاستعداد لتنفيذ عمليات هجومية حال تلقّي الضوء الأخضر من طهران. كما لم تستبعد طهران خيار إغلاق مضيق هرمز جزئيًا، ما قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في حركة الملاحة العالمية.
 
معادلة الردع المتبادل  

رغم لغة التهديد والتصعيد، تبقى طهران مدركة لمحدودية قدرتها العسكرية على الصمود في مواجهة شاملة، خصوصًا أمام تحالف أمريكي-أوروبي قد يتشكل بسرعة في حال تصعيد غير محسوب.
 

وتبدو القيادة الإيرانية حريصة على الحفاظ على توازن الردع دون الانفلات نحو حرب مفتوحة، حيث تتجنب كسر الخطوط الحمراء التي قد تستدعي تدخلاً مباشراً من حلف شمال الأطلسي.
 
إيران تسير على حبل مشدود: تسعى لردّ "يُنقذ ماء الوجه" ويُثبت قدرتها على الردع، لكنها لا ترغب – على ما يبدو – في تفجير المنطقة بالكامل. المسار المقبل سيُرسم بحسب حجم الرد الإسرائيلي، ومدى انخراط الولايات المتحدة في المرحلة التالية من الصراع. أي انزلاق غير محسوب قد يدفع المنطقة نحو أخطر فصول المواجهة منذ عقود


إيران، إسرائيل، خامنئي، الحرب في الشرق الأوسط، الغارات الأمريكية، البرنامج النووي الإيراني


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 23 يونيو/جوان 2025
في نفس الركن