حياتنا

هل تراجعت شعبية المسلسلات الرمضانية في المغرب؟


مع اقتراب شهر رمضان، يثار التساؤل حول مدى ثقة الجمهور المغربي في الأعمال الدرامية التي تُعرض خلال هذا الشهر المبارك. تاريخيًا، كانت المسلسلات الرمضانية تحظى بشعبية كبيرة في المغرب، حيث كانت تُعتبر فرصة للمشاهدين للاستمتاع بقصص مشوقة ومحتوى ذو جودة. ومع ذلك، يبدو أن هناك تغيرًا في الاتجاه خلال السنوات الأخيرة.



تظهر بعض المؤشرات على انخفاض الثقة في الأعمال الرمضانية، حيث يُلاحظ البعض انخفاضًا في جودة الإنتاج والسيناريوهات، بالإضافة إلى تكرار النماذج والقصص دون إضافة جديدة. هذا قد يكون سببًا في فقدان الاهتمام والثقة من قِبل الجمهور.


علاوة على ذلك، يُعتبر البعض أن بعض المسلسلات الرمضانية تسعى أكثر إلى جذب الانتباه بواسطة الإثارة والتشويق، دون أخذ العناصر الجوهرية للدراما بعين الاعتبار. هذا يمكن أن يؤدي إلى استنفاد الجمهور وتقليل الثقة في الإنتاجات الرمضانية.


مع ذلك، لا يمكن إلقاء اللوم على الجمهور بمفرده، بل يجب على صناع الأعمال الرمضانية السعي إلى تقديم محتوى متميز يستحق الثقة ويُلبي توقعات المشاهدين. فالجمهور المغربي يتطلع إلى مسلسلات تتنوع في مضامينها وتتميز بجودة الإنتاج والتمثيل، وتحمل رسائل وقيم تعكس تجربة المجتمع وتثري المشهد الدرامي في البلاد.

ومنذ بداية الشهر الفضيل، تشير الإحصائيات إلى انخفاض ملحوظ في نسب متابعة المسلسلات الرمضانية في المغرب، سواء عبر القنوات التلفزيونية الرسمية أو منصات التدفيق مثل "يوتيوب". هذا الهبوط في الاهتمام يظهر جلياً في قلة النقاشات والتفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث بات من النادر رؤية تفاعلات حول حلقات المسلسلات كما كان الحال في السنوات السابقة.


ولفهم أسباب هذا التراجع في الثقة بالمنتج الفني المحلي، تم التواصل مع خبراء في المجال الفني، وقد أكدوا أنه على الرغم من أن الأعمال الفنية تتلقى اهتماماً من قبل النقاد والمشاهدين، إلا أن النسب المنخفضة للمشاهدة لا تعكس بالضرورة جودة العمل الفني. فالتقييم الفني يعتمد على عوامل متعددة بخلاف عدد المشاهدين، وهذا الأمر يجب أن يؤخذ في الاعتبار.


وأضاف الخبراء أنه من الصعب تقدير نسب المشاهدة خلال شهر رمضان واعتبارها مؤشراً دقيقاً على جودة العمل الفني، خاصةً مع تغيير عادات المشاهدة والنشاطات الاجتماعية خلال هذا الشهر الكريم. فمن الممكن أن يؤثر توقيت عرض الحلقات والمباريات الرمضانية والعادات الاجتماعية على نسب المشاهدة بشكل كبير.


وفي النهاية، يبقى السؤال حول كيفية تحليل وتقييم الأعمال الفنية في ظل هذه الظروف الاستثنائية خلال شهر رمضان، وهو ما يتطلب دراسة شاملة لعوامل متعددة تتعلق بالتوقيت والعادات الاجتماعية والأذواق الشخصية للمشاهدين.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 8 أبريل 2024
في نفس الركن