وقد شهدت المنافسة تقديم القراء نصوصاً مختارة وخوض مناظرات فكرية صعبة، مع الإجابة عن أسئلة صاغتها لجنة التحكيم لاختبار سعة اطلاعهم وقدرتهم على التحليل ومرونة الفكر، ما جعل من الحدث مساحة حية لتبادل الأفكار والثقافة الأدبية. ونالت هبة يايموت لقب “قارئ العام لأفضل نص”، فيما فاز فريق الادعاء المكون من المغربي يونس البقالي والتونسي أمين شعبان والجزائرية سارة بن عمار بلقب “مناظر العام”، مؤكداً مكانة المغرب بين الدول العربية في مجال القراءة والمناظرات الفكرية.
كما شهد الحفل الختامي، الذي حضره لفيف من المثقفين والأدباء من مختلف أنحاء العالم العربي، تتويج الليبية نسرين أبولويفة بلقب “قارئ العام للعالم العربي”، فيما حازت سارة بن عمار (الجزائر) على لقب قارئ العام بتصويت الجمهور. وحازت السعودية لانا الغامدي على لقب “القارئ الواعد”، في حين نالت سحر الجهني لقب “سفراء القراءة”، كما حصلت مدارس “جيل الجزيرة الأهلية” على لقب “المدرسة القارئة”، ما يعكس تنوع المبادرات والاهتمام بالقراءة على جميع المستويات.
وفي كلمته خلال الحفل، أعلن مدير مركز “إثراء” المكلف، مصعب السعران، عن اعتماد القراءة كقضية أساسية للمركز خلال الخمس سنوات القادمة، إضافة إلى إطلاق “مؤشر القراءة العربي” الذي يرصد حالة القراءة في مختلف الدول العربية. وأوضح السعران أن المرحلة الأولى شملت بيانات المملكة العربية السعودية ودول الخليج، فيما ستتاح النسخة الكاملة للمعطيات العام المقبل، في خطوة تهدف إلى دعم القراء والمؤسسات الثقافية والكتاب على حد سواء.
وأشار السعران إلى أن عشر دورات من مسابقة “أقرأ” لا تمثل رقماً فقط، بل مسيرة مستمرة من الإلهام والعمل الجاد لتعزيز تنافسية الشباب، وإرساء القراءة كعادة ثقافية مستدامة. وأضاف أن أكثر من نصف مقدمي الفقرات والمحاورين في النسخة الحالية هم من أبناء المسابقة الحاليين والسابقين، ما يؤكد دور المسابقة في تكوين جيل قارئ يمتلك مهارات الحوار والمناظرة والتفكير النقدي.
وشهد الحفل حضور الروائي النرويجي الحائز على جائزة نوبل للآداب لعام 2023، يون فوسه، الذي أضفى بعداً دولياً على الفضاء الثقافي للمهرجان. وأكد فوسه أن الكتابة ليست مجرد صنعة، بل إنصات لما يتشكل في الداخل، مضيفاً أن الأدب الذي يعبر الحدود يجب أن يحمل أصالة وتجديداً، ويظل قادراً على التواصل مع مختلف القراء.
واستمرت فعاليات المهرجان على مدى يومين، حيث تنوعت بين منصات توقيع الكتب ولقاءات مع كتاب ومفكرين، وعروض شعرية وجلسات حوارية، فضلاً عن مناقشات أعادت وصل الجمهور بعالم القراءة. كما شهدت الفعالية الفنية “على ضفاف وعد قديم” تكريماً للراحل غازي القصيبي، من خلال مشاهد متميزة ومعاصرة. ومن خلال ورشتي “قراءة النص الأدبي” و”توأمك الأدبي”، أتيحت للزوار فرص استكشاف ميولهم القرائية، بينما امتدت دوائر الأنشطة لتشمل “معرض أقرأ”، و”الكتبية”، و”ماراثون أقرأ”، مؤكدة على أن القراءة فعل جماعي متصل بالحياة اليومية