فقد جاءت مدينة الصويرة في المرتبة الثانية عالميًا، بعد تسجيلها 47.9 درجة مئوية، في سابقة من نوعها لهذه المدينة الساحلية التي اعتادت على مناخ معتدل نسبيًا. أما مدينة تارودانت بجهة سوس ماسة، فاحتلت المرتبة السادسة بدرجة حرارة بلغت 47.2 درجة مئوية، ما يجعل هاتين المدينتين تدخلان رسميًا سجلات درجات الحرارة القياسية على مستوى العالم.
ولم تكن الصويرة وتارودانت وحدهما في دائرة موجة الحر، إذ سجلت مدينة السمارة درجة حرارة بلغت 47.1 مئوية لتحتل المركز السابع، فيما جاءت مدينة آسفي في المركز الحادي عشر بـ46.5 درجة مئوية، وهو مؤشر على اتساع رقعة التأثر بالموجة الحارة عبر مناطق متفرقة من البلاد.
وعلى الصعيد العالمي، تصدرت مدينة الأحساء في المملكة العربية السعودية القائمة، مسجلة 48.9 درجة مئوية، تلتها الصويرة المغربية في المركز الثاني، بينما جاءت القيصومة السعودية ثالثة. وضمت القائمة 15 مدينة من مختلف دول العالم، بينها مدن خليجية مثل المدينة المنورة والرفحة في السعودية، ومدن إيرانية كالأهواز، ومدينة أبو سمرة القطرية، إلى جانب مدينة أسوان المصرية، وكلها شهدت درجات حرارة قاسية.
هذه المؤشرات تعكس بوضوح الاتجاه التصاعدي في حدة موجات الحر على المستوى العالمي، وهو ما يربطه الخبراء بآثار التغير المناخي وارتفاع متوسط درجات حرارة الأرض. ويؤكد المختصون أن استمرار هذا النمط من الطقس الحار لفترات طويلة قد يؤدي إلى أزمات بيئية وصحية، مثل الإجهاد الحراري، وتدهور الأراضي الزراعية، وارتفاع مخاطر حرائق الغابات، فضلًا عن الضغط الإضافي على البنية التحتية للمياه والكهرباء.
كما تطرح هذه الظواهر تساؤلات ملحة حول جاهزية المدن المغربية للتعامل مع موجات حر متكررة، خاصة في ظل محدودية المساحات الخضراء في بعض المناطق، وضعف أنظمة التبريد في المرافق العمومية، ما يستدعي التفكير في خطط عاجلة للتكيف، من خلال تعزيز التشجير، وتحسين تصميم المباني، وتطوير نظم الإنذار المبكر، وحملات توعية المواطنين بكيفية حماية أنفسهم خلال فترات الحر الشديد