حياتنا

موجة الغلاء تدفع سكان وزوار مراكش إلى البحث عن وجهات طبيعية بديلة


مع انطلاق موسم الصيف، تشهد مدينة مراكش تغييرات ملحوظة في حركة السياحة الداخلية والخارجية. فقد فضل العديد من سكان المدينة وزوارها من مدن مغربية أخرى مغادرة المدينة الحمراء، هربًا من موجة الغلاء التي اجتاحت الخدمات السياحية، إضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة. هذا الوضع دفع الكثيرين إلى التوجه نحو الوجهات الطبيعية المحيطة بمراكش، بحثًا عن أجواء أكثر اعتدالًا وتكلفةً أقل.



ارتفاع الأسعار وتأثيره على السياحة
منذ أسابيع، تعرف مراكش موجة غلاء شملت قطاعات متعددة، مثل الإيواء، المطاعم، المقاهي، وحتى مواقف السيارات. هذه الزيادة أثارت استياء الزوار المحليين، الذين اعتبروا أن الأسعار المطروحة لا تراعي القدرة الشرائية للمواطن المغربي. بالإضافة إلى ذلك، أشار العديد منهم إلى غياب التوازن بين السعر وجودة الخدمة، مما دفعهم إلى البحث عن بدائل خارج المدينة.

الوجهات الطبيعية كملاذ للسكان والزوار
في ظل هذه الظروف، شهدت الوجهات الطبيعية المحيطة بمراكش، مثل أوريكا، ستي فاضمة، أمليل، وأكفاي، إقبالًا متزايدًا خلال الأسابيع الأخيرة. هذه المناطق توفر بيئة جبلية وطبيعة خلابة، إضافة إلى برودة نسبية مقارنة بحرارة المدينة، مما يجعلها خيارًا مفضلًا للعديد من الزوار. حتى سكان مراكش أنفسهم بدأوا في التوجه نحو هذه المناطق الجبلية أو القروية للهروب من الحرارة المفرطة وتفادي النفقات الباهظة للإقامة داخل المدينة خلال الموسم السياحي.

تفسير وزيرة السياحة لارتفاع الأسعار
في سياق متصل، سلطت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، الضوء على أسباب ارتفاع أسعار الخدمات السياحية في المغرب خلال فصل الصيف. وأوضحت الوزيرة أن الأسعار تخضع لمبدأ المنافسة الحرة وفق القانون المنظم لحرية الأسعار والمنافسة، مما يجعل ارتفاعها نتيجة طبيعية لتزايد الطلب مقارنة بالعرض خلال هذه الفترة من السنة.

تدابير لموازنة العرض والطلب
وأبرزت الوزيرة أن الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من التدابير ضمن خارطة الطريق الجديدة للسياحة. هذه التدابير تهدف إلى تشجيع الاستثمار في المنتجات السياحية التي تشهد إقبالًا كبيرًا من طرف السياح المغاربة، في محاولة لموازنة العرض مع الطلب الداخلي المتزايد. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز السياحة الداخلية وتوفير خيارات تلبي احتياجات المواطنين بأسعار مناسبة.

موجة الغلاء التي تعرفها مراكش خلال فصل الصيف تؤثر بشكل مباشر على حركة السياحة داخل المدينة، مما يدفع السكان والزوار إلى البحث عن وجهات طبيعية بديلة. وبينما تعمل الوزارة على إيجاد حلول طويلة الأمد لموازنة العرض والطلب، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين جودة الخدمات السياحية والأسعار المطروحة، بما يضمن تجربة سياحية مرضية للجميع.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 8 يوليو/جويلية 2025
في نفس الركن