موسيقى عابرة للحدود: من المعلمين الكناويين إلى نجوم العالم
انطلقت فعاليات المهرجان بعرض افتتاحي ضخم قدّمه كبار المعلمين الكناويين، إيذانًا ببداية احتفالية موسيقية جمعت أسماء لامعة مثل حميد القصري، ماركوس غيلمور، ظافر يوسف، المعلم مراد المرجاني، سيمافنك، CKay، وخالد سانسي. وشهدت المنصات عروضًا جمعت بين التقليد الكناوي والابتكار الموسيقي، في لقاءات فنية استثنائية أكدت قدرة المهرجان على تجديد روحه كل سنة.
وشارك في هذه النسخة 350 فنانًا من أكثر من 12 بلدًا، و40 معلمًا كناويًا، ما أضفى على العروض زخمًا وتنوعًا أثار إعجاب الجماهير العريضة، خاصة من فئة الشباب الذين احتشدوا بكثافة في منصة الشاطئ.
منتدى حقوق الإنسان... نقاش عميق حول الهجرة والإبداع
لم يكن المهرجان مجرد موعد موسيقي، بل أيضًا مساحة للتفكير والنقاش. فقد نظم منتدى حقوق الإنسان في دورته الثانية عشرة لقاءً حول موضوع "الحركية البشرية والديناميات الثقافية"، بمشاركة نخبة من الباحثين والمفكرين، من بينهم المخرج الفلسطيني إيليا سليمان. وسلطت النقاشات الضوء على الروابط العميقة بين الهجرة والتعبير الثقافي، في لحظة تداخلت فيها التجربة الفنية مع الشهادات الإنسانية.
كرسي UM6P للحوار الثقافي... لقاء نادر بين المعرفة الشفهية والمعارف الأكاديمية
في مبادرة لافتة، أتاح كرسي التقاطعات الثقافية التابع لجامعة محمد السادس فرصة حوار مباشر بين معلمي كناوة ومفكرين وأساتذة جامعيين، في لحظة توحدت فيها المعرفة الشعبية مع أدوات التفكير المعاصر. وقد أضفى هذا التبادل على المهرجان بُعدًا فريدًا يُكرّس الصويرة كمنصة للابتكار الثقافي والتلاقح الفكري.
الصويرة تتحول إلى مسرح مفتوح
تحولت مختلف أحياء الصويرة إلى فضاءات عروض حية، حيث احتضنت الزوايا وبيت الذاكرة حفلات حميمة، فيما صدحت أصوات أمازيغية وكردية في أرجاء المدينة. وتألق حفل الفنان فهد بنشمسي رفقة فرقة “ذا لالاس” في منصة الشاطئ، مقدّمًا مزيجًا فنيًا بين الروك وكناوة والشعبي لاقى تجاوبًا كبيرًا.
المعرفة الموسيقية في خدمة الأجيال الصاعدة
أكد برنامج “بيركلي في مهرجان كناوة” مكانته كمختبر إبداعي، جمع هذا العام 74 شابًا موسيقيًا من 23 دولة في إقامة فنية متميزة. وقد شكل هذا الفضاء منصة لتبادل الخبرات بين الجيل الجديد من العازفين والمعلمين الكناويين في تجربة أكاديمية وروحية نادرة.
في الختام... الموسيقى تنتصر من جديد
بحضور إعلامي تجاوز 250 صحفيًا من مختلف بقاع العالم، وبمشاركة فنية لافتة من نخبة الموسيقيين الدوليين، أكد مهرجان كناوة في دورته السادسة والعشرين مكانته كموعد فني وثقافي عالمي. ويُنتظر أن تعود الدورة المقبلة في يونيو 2026 بوعد جديد من الصويرة: جعل الموسيقى دائمًا أقوى من الحدود والانقسامات