وتميز اللقاء بعرض شامل للمخطط الوطني للتأهب الصحي، الذي يحدد بتفصيل التراتبية بين المستويات المركزية والجهوية، ويضع آليات واضحة للتنسيق وتوزيع الأدوار. كما استعرض الاجتماع آخر الترتيبات المتعلقة بالأجهزة الصحية المنتشرة عبر الجهات المستقبلة للبطولة، إضافة إلى التوجيهات العملية الواجب تنفيذها قبل انطلاق المنافسات وأثناءها لضمان سلامة كل الوافدين.
ومن جهتها، قدمت جهة الرباط–سلا–القنيطرة عرضاً يؤكد جاهزية بنيتها الصحية؛ سواء عبر الطاقة الاستيعابية للمستشفيات والمراكز الاستشفائية أو عبر توفر المعدات اللوجستية الضرورية والموارد البشرية المتخصصة، بما فيها الفرق الطبية المتنقلة ووحدات التدخل السريع. كما جرى التأكيد على جاهزية أقسام الطوارئ، وتعزيز نقاط التدخل المحيطة بملاعب البطولة ومناطق تجمع الجماهير.
وشددت المديرية الجهوية، في بلاغ لها، على أن نظام اليقظة والإنذار المبكر يمثل حجر الزاوية في هذه الجاهزية، بالنظر إلى حجم الحضور الجماهيري المتوقع وتدفّق الوفود الرياضية من بلدان عديدة، وهو ما يستدعي مرحلة متقدمة من الرصد الصحي والتدخل الفوري. ويأتي ذلك ضمن مقاربة استباقية لمواجهة أي وضع طارئ قد يرافق فعاليات التظاهرة.
ويؤكد هذا العمل المشترك بين المستويين المركزي والجهوي أن المغرب ماضٍ في ترسيخ تجربة تنظيمية ناضجة، تعتمد على التخطيط المبكر والتنسيق المحكم بين جميع المتدخلين. فالتحضير الصحي لا يهدف فقط إلى حماية الجماهير والرياضيين، بل يحاول أيضاً تقديم صورة متكاملة عن قدرة المملكة على توفير تجربة آمنة وسلسة تضاهي ما يُعتمد في كبريات التظاهرات الدولية.