فن وفكر

ملتقى الأندلسيات بشفشاون: احتفاء بالموروث الثقافي والموسيقي المغربي – الأندلسي


اختتمت فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين لملتقى الأندلسيات بمدينة شفشاون، وهو حدث ثقافي وفني يروم الاحتفاء بالموسيقى الأندلسية والموروث الثقافي المشترك بين المغرب والأندلس. على مدى ثلاثة أيام، عاش سكان المدينة وزوارها لحظات فنية راقية عكست عمق التراث المغربي الأندلسي، وأبرزت قدرة هذا الفن العريق على مواكبة العصر مع الحفاظ على جوهره وقيمه الجمالية الأصيلة.



فضاء للاحتفاء بفن طرب الآلة
وصف المدير الإقليمي للثقافة بتطوان والمدير التنفيذي للمهرجان، العربي المصباحي، هذا الحدث بأنه "علامة مضيئة في سماء المشهد الثقافي والفني المغربي"، مشيرًا إلى أن الملتقى شكل منصة لتلاقي الأجيال والاستمتاع بالألحان الشجية والقصائد العريقة. كما سلط الضوء على دور مدينة شفشاون في الحفاظ على التراث الأندلسي بتعدد تجلياته وتمظهراته.

السهرة الختامية: رحلة موسيقية أندلسية
بلغت فعاليات الملتقى ذروتها خلال السهرة الختامية الكبرى التي أقيمت بمسرح الهواء الطلق بوطاء الحمام في القصبة الأثرية. حضر الحفل عدد غفير من عشاق الموسيقى الأندلسية، الذين تفاعلوا مع الأداء المتميز لجوق محمد العثماني القادم من الدار البيضاء. قدم الجوق عروضًا موسيقية من مقامات ونوبات مثل "الماية" و"انصراف البطايحي"، مما خلق أجواء احتفالية ألهبت حماس الجمهور.

دعوة لتطوير الموسيقى الأندلسية
في تصريح صحفي، أكد الفنان والباحث الموسيقي محمد العثماني أن الموسيقى الأندلسية تتمتع بجمهور ذواق، مشيدًا بدور ملتقى شفشاون في استمرارية هذا الفن العريق. كما دعا إلى تطوير الموسيقى الأندلسية وإدراجها في المؤسسات التعليمية لتنشئة الأجيال القادمة على قيمها الجمالية.

انفتاح على المحيط الاجتماعي
تميزت الدورة الحالية بلحظة إنسانية رفيعة، حيث نظم الملتقى أمسية فنية لفائدة نزلاء الجمعية الخيرية الإسلامية بشفشاون. قدم خلالها جوق شباب طنجة برئاسة الفنان داوود السطيطو وصلات غنائية أطربت النزلاء والأطر العاملة بالمؤسسة، مما يعكس انفتاح الملتقى على محيطه الاجتماعي والتربوي.

ملتقى الأندلسيات بشفشاون ليس مجرد حدث فني، بل هو احتفاء بالموروث الثقافي المشترك الذي يعكس الهوية المغربية الأندلسية. من خلال فعالياته المتنوعة، يساهم الملتقى في الحفاظ على هذا التراث العريق، ويؤكد دوره كمنصة للتواصل بين الأجيال وتطوير الذوق الفني والجمالي في المغرب.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 4 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن