في ما يخص التعليم، ارتفع معدل التمدرس للأطفال بين 6 و11 سنة من 94,5% سنة 2014 إلى 95,8% سنة 2024، مع تسجيل تحسن أكبر في الوسط القروي ولدى الفتيات. فالمعدل في القرى انتقل من 91,4% إلى 95,2%، فيما ارتفع معدل تمدرس الفتيات القرويات بشكل لافت من 90% إلى 95,4%، ما يعكس نجاح السياسات الموجهة نحو الحد من الفوارق المجالية والجندرية في التعليم.
على صعيد محاربة الأمية، سجلت البلاد انخفاضاً ملموساً من 32,2% سنة 2014 إلى 24,9% سنة 2024، مع تفوق واضح للوسط الحضري. ففي القرى انخفضت نسبة الأمية من 47,5% إلى 38,1%، فيما تراجعت بين النساء من 42,1% إلى 32,5%، وبين الرجال من 22,2% إلى 17,3%. كما أظهرت الدراسة أن حوالي ربع السكان (24,8%) يستخدمون الأمازيغية في تواصلهم اليومي، بنسب متفاوتة بين المدن (19,9%) والقرى (33,3%).
أما من الناحية الديموغرافية، فقد بلغ عدد السكان القانوني في فاتح شتنبر 2024 حوالي 36,83 مليون نسمة، يقيم 62,8% منهم في الوسط الحضري، وتشكل النساء 49,7% من مجموع السكان. وخلال العقد الأخير، زاد عدد السكان بـ 2,98 مليون نسمة، أي بارتفاع نسبته 8,8%. كما أظهرت البنية العمرية أن فئة الشباب دون 15 سنة تمثل 26,5% من السكان، بينما تشكل الساكنة النشيطة (15-59 سنة) 59,7%، وتبلغ نسبة كبار السن (60 سنة فما فوق) 13,8%.
فيما يتعلق بالخصوبة والزواج، بلغ المعدل الإجمالي للخصوبة لدى النساء في سن الإنجاب 1,97 طفل لكل امرأة على الصعيد الوطني، مع فروق واضحة بين المدن (1,77) والقرى (2,37). أما متوسط سن الزواج الأول، فقد وصل إلى 32,4 سنة لدى الرجال و24,6 سنة لدى النساء، ما يعكس تحولات اجتماعية مرتبطة بالتعليم والتحضر وتأخر الارتباط الرسمي.
وبالنسبة للصحة والإعاقة، تراجع معدل انتشار الإعاقة بشكل طفيف من 5,1% سنة 2014 إلى 4,8% سنة 2024، مع بقاء نسب أعلى في الوسط القروي (5,6%) مقارنة بالمدن (4,2%). هذه المؤشرات تؤكد الحاجة إلى تعزيز برامج التنمية المجالية التي تراعي الفوارق بين الوسطين الحضري والقروي، مع التركيز على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية لضمان شمولية التنمية