فن وفكر

مصطفى الحسناوي يتأمّل عوالم كافكا.. أشهر أدباء القرن العشرين


صدر حديثاً للكاتب والناقد المغربي مصطفى الحسناوي كتاب جديد بعنوان «كافكا: مطحنة الأوهام»، عن منشورات خطوط وظلال، وهو عمل نقدي وتأملي يسعى إلى الغوص في عوالم الأديب التشيكي الشهير فرانز كافكا، من زاوية مختلفة تكشف الجانب الوجودي والإنساني في تجربته الإبداعية.



في هذا الكتاب، لا يكتفي الحسناوي بقراءة نصوص كافكا من منظورها الأدبي، بل يحاول النفاذ إلى أعماقها الوجودية، متتبعاً خيوط التوتر بين الذات والعالم، وبين الواقع والحلم، وبين الإنسان والسلطة.
ويقول الكاتب في مقدمة عمله:

«في كل سطر كتبه كافكا، كان العالم ينهار ببطء داخل عقل يحاول النجاة من ذاته. لم يكن يكتب عن البيروقراطية فقط، بل عن الإنسان المطحون بين جدرانها، عن الكائن الذي يصحو كل صباح ليجد نفسه متهماً، مشطوراً بلا ملامح. هذا الكتاب محاولة لقراءة كافكا من الداخل، لا بوصفه روائياً، بل ككائن وجودي رأى العالم كطاحونة عملاقة تدور بالأوهام».

ويضيف الحسناوي أن الهدف من هذا العمل هو إعادة اكتشاف كافكا بعيداً عن الصور النمطية التي رسختها القراءات المدرسية أو الأكاديمية، مبرزاً كيف تحوّل الكاتب التشيكي إلى رمز للاغتراب الحديث، وكيف أصبحت أعماله الكبرى مثل "المسخ" و"المحاكمة" و"القلعة" تعبيراً عن مأزق الإنسان المعاصر في مواجهة السلطة والعبث والقدر.

ورغم تعدد الدراسات العالمية التي تناولت أدب كافكا، يؤكد الحسناوي أن الكاتب ما زال غامضاً ومفتوحاً على التأويل، لأن نصوصه ليست سهلة القراءة، بل تستفز القارئ وتدعوه إلى التأمل في تحولات الذات البشرية وفي اللغة كأداة للجنون والنجاة في آن واحد.

ويعتبر «كافكا: مطحنة الأوهام» مساهمة مغربية جديدة في إعادة التفكير في الأدب الكافكوي، من خلال مقاربة تجمع بين النقد الأدبي والفكر الفلسفي، وتسعى إلى تلمّس إنسانية كافكا التي ظلت تتخفّى وراء السرد والرمز والأسئلة الوجودية الكبرى.




الخميس 30 أكتوبر 2025
في نفس الركن