ويؤكد مرضى كانوا يواظبون على تناول "لوديوميل" لسنوات طويلة أنهم يعيشون وضعية صعبة بعد توقف تزويد الصيدليات به؛ إذ أشار عدد منهم إلى أن العلاجات البديلة المتاحة لم تحقق فعالية مماثلة، ما أدى إلى انتكاسة نفسية لدى البعض وعودة أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ رغم استمرار المتابعة الطبية. ويقول مرضى إن التوقف المفاجئ عن الدواء لم يكن سهلاً، معتبرين أن المرحلة الحالية تتطلب تدخلاً عاجلاً لضمان حقهم في العلاج المناسب.
ويبرز في شهادات المرضى إحساس بالارتباك والخوف من تدهور حالتهم النفسية أكثر، خاصة أن هذه الفئة تعتمد بشكل كبير على انتظام العلاج واستقرار الجرعات، معتبرين أن غياب الدواء تركهم أمام خيارات محدودة قد لا تراعي خصوصية واستجابة كل جسم علاجيًا ونفسياً. كما يطالبون وزارة الصحة بتسريع الحلول وإعادة توفير "لوديوميل" بعد معالجة الاختلالات المرتبطة بجودته.
وفي هذا الإطار، يشير مهنيون في قطاع الصيدلة والصحة النفسية إلى أن "لوديوميل" يندرج ضمن فئة الأدوية التي تُصرف حصراً بوصفة طبية، مؤكدين أن التعامل مع هذا الوضع يقتضي العودة إلى الأطباء المختصين لتقييم كل حالة واقتراح بدائل علاجية فعالة. كما يوصون المرضى بعدم تغيير الجرعات أو التوقف عن العلاج دون استشارة طبية، تفادياً لأي مضاعفات على مستوى التوازن النفسي أو الجسدي.
ويستمر الجدل في الأوساط الصحية والحقوقية حول تداعيات غياب الدواء، وسط دعوات متواصلة من المرضى والأطباء لإيجاد حل سريع يضمن توفير علاج آمن وفعّال، بالنظر إلى حساسية الأمراض النفسية وحاجة المصابين بها إلى استمرارية واستقرار علاجي. وفي انتظار معالجة المشكل تقنياً وإعادة ضخ الدواء في السوق، يبقى المرضى أمام تحديات يومية للحفاظ على استقرارهم النفسي في ظل محدودية البدائل وغياب حلول دوائية فعالة بنفس المستوى