آخر الأخبار

مرآب تحت أرضي جديد بسعة 142 موقفًا يدخل الخدمة في ساحة روسيا بالرباط


أطلقت شركة "الرباط الجهة للتنقل"، الذراع العملي لمخططات التنقل الحضري بالعاصمة، مرحلة جديدة من استراتيجيتها الرامية إلى تخفيف الضغط المروري وتحسين جودة الحياة داخل المجال الحضري، من خلال بدء استغلال مرآب تحت أرضي جديد يقع بساحة روسيا، أحد المواقع الحيوية وسط مدينة الرباط. هذا المشروع الجديد، الذي يضم 142 مكانًا لوقوف السيارات موزعة على طابقين تحت الأرض، يُعتبر خطوة مهمة في اتجاه تنظيم حركية السير وإعادة هيكلة استخدام الفضاءات العامة بطريقة أكثر استدامة وفعالية



ويأتي هذا المرآب كاستجابة لحاجيات ملحة فرضتها التحولات التي تشهدها المدينة على مستوى التنقل، في ظل النمو السكاني والتمدد العمراني، إلى جانب الازدحام المتزايد على المحاور الطرقية، خاصة في المناطق ذات الطابع الإداري والتجاري والسكني المختلط، كما هو الحال بالنسبة لشارع المقاومة بحي المحيط. وتُراهن السلطات على أن يُساهم هذا المرفق في تخفيف الاختناق المروري، عبر توفير بدائل للوقوف العشوائي الذي يعرقل السير ويخلق نقاط توتر يومية، خصوصًا في الفترات الصباحية والمسائية.
 

وأكد بلاغ الشركة أن هذا المرآب تم إنجازه وفق أحدث المعايير المعتمدة دوليًا في ما يتعلق بالبنية التحتية للمواقف العمومية، حيث تم تزويده بتجهيزات تقنية متقدمة تُمكِّن من تقديم خدمة وقوف عالية الجودة وآمنة للمستعملين، كما تم أخذ الجوانب البيئية بعين الاعتبار في التصميم والتنفيذ، بما ينسجم مع توجهات الرباط كمدينة طموحة تسعى لتكون نموذجًا في مجال التنقل المستدام والمجال الحضري منخفض الانبعاثات.
 

وفي هذا السياق، أبرز البلاغ أن الهدف لا يقتصر فقط على تنظيم وقوف العربات، بل يشمل أيضًا تقليل الاعتماد على الفضاءات السطحية المخصصة للركن، والتي غالبًا ما تُستغل على حساب الأرصفة والحدائق والفضاءات العمومية. وبالتالي، فإن المشروع يسعى إلى تحرير هذه المساحات وإعادة تخصيصها لأنشطة ذات بعد اجتماعي وثقافي وبيئي، ما يُعزز جودة الفضاء العام ويُعيد التوازن بين الإنسان والسيارة داخل المدينة.
 

ويمثل هذا الاستثمار جزءًا من سياسة أشمل تعتمدها مدينة الرباط، في إطار استراتيجيتها لتأهيل البنية التحتية وتجويد خدمات القرب، وذلك عبر تعزيز شبكات المواقف العمومية المنظمة. وتدير شركة الرباط للتنقل حاليًا مجموعة من المواقف الكبرى بالعاصمة، من بينها موقف باب شالة، باب الأحد، ساحة مسرح محمد الخامس، وموقف باب فاس بمدينة سلا، ما يُشير إلى نيتها في خلق شبكة مترابطة تُغطي أهم النقط ذات الكثافة العالية من حيث حركة المرور.
 

ويُتوقع أن يُوفر هذا المرآب الجديد خدماته بشكل متواصل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، مما سيُمكّن السكان والزوار من استعماله بشكل مرن، دون قيود زمنية. ومن شأن ذلك أن يعزز جاذبية المنطقة التي تعرف توافدًا كبيرًا، سواء من طرف الموظفين أو الطلبة أو المرتفقين، ويُوفر لهم حلاً عمليًا يُغني عن الدوران المطول بحثًا عن مكان للوقوف، وما يترتب عنه من هدر في الوقت والطاقة وزيادة في انبعاثات الغازات.
 

ويُشار إلى أن هذا المشروع يدخل أيضًا في صلب التوجهات الوطنية الهادفة إلى تشجيع المدن المغربية على تطوير نماذج تنقل حضري مبتكرة، تستجيب لتحديات العصر، سواء من حيث الاستدامة أو الرقمنة أو تحسين تجربة المواطن. كما يُعدّ المرآب الجديد نموذجًا يُحتذى به من حيث الجمع بين التخطيط الحضري الذكي والاستثمار العمومي الهادف إلى تحسين المعيش اليومي للسكان


الرباط، مرآب تحت أرضي، ساحة روسيا، حي المحيط، شارع المقاومة، مواقف السيارات، الرباط للتنقل


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 20 يونيو/جوان 2025
في نفس الركن