الدراسة، التي أُنجزت خلال الأشهر الأولى من سنة 2025، شملت عينة من المواطنين المغاربة، وخلصت إلى أن 42,8% من المستجوبين يعتبرون مستوى احترام قواعد اللباقة – سواء في التواصل أو المظهر أو التصرفات – "سيئًا"، فيما لم تتجاوز نسبة من وصفوا هذا المستوى بـ"الجيد" أو "المشرف" 12,4%.
وبحسب نتائج البحث، فإن قيمًا مثل الأدب في الحوار، والهدوء في النقاش، واحترام الآخر، لم تعد حاضرة بقوة في الممارسات اليومية للمغاربة، سواء في الشارع أو وسائل النقل أو أماكن العمل، وحتى في الفضاء الرقمي. كما لفتت الدراسة إلى تنامي استعمال الألفاظ الجارحة والصراخ، إلى جانب غياب التواضع في التفاعل بين الأفراد.
ويرجع المركز المغربي للمواطنة هذا التراجع إلى أسباب متعددة تتداخل فيها عوامل تربوية واجتماعية ومؤسساتية. فضعف دور الأسرة والمدرسة، إلى جانب ضغوط الواقع الاقتصادي، وسلبية الخطاب العام، كلها عناصر تُسهم في تآكل ما يسميه التقرير بـ"ثقافة الاحترام المشترك".
كما تطرقت الدراسة إلى الفئات الأكثر تضررًا من هذا الانهيار القيمي، مشيرة إلى أن النساء، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، يعانون من معاملة لا تليق بكرامتهم، ما يعمق شعورًا عامًا بعدم الأمان في الفضاء العام.
ويحذر معدو التقرير من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين أفراد المجتمع، وتنامي التوتر الاجتماعي، وتهديد أسس العيش المشترك. كما يعتبرون أن استعادة ثقافة الاحترام تبدأ بالاعتراف بوجود الأزمة، وبوضع سياسات تربوية وتوعوية وإعلامية فعالة، تستهدف الأسرة والمدرسة والنخبة كمداخل أساسية للتغيير.
في ظل هذا السياق، تطرح الدراسة تساؤلات كبرى حول ما إذا كانت قيم الاحترام، التي كانت يومًا جزءًا من الهوية المجتمعية المغربية، في طريقها إلى الاندثار، وما إذا كان من الممكن إعادة الاعتبار لها في المستقبل القريب