أخبار بلا حدود

مؤتمران دوليان في البرلمان الأوروبي: دعم متجدد للمعارضة الإيرانية ورؤية جديدة لحل الأزمة


احتضن البرلمان الأوروبي في بروكسل، يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025، مؤتمرين دوليين بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة زعيمة المعارضة الإيرانية السيدة مريم رجوي، وعدد كبير من النواب الأوروبيين والشخصيات السياسية الرفيعة. وقد استأثرت التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط بالنقاش، خاصة في ظل تداعيات الحرب الأخيرة التي امتدت 12 يوماً، والتي اعتبرها المشاركون “برهاناً عملياً على صوابية رؤية المقاومة الإيرانية”.



رؤية موحدة: الحل لا يمر عبر الحرب أو الاسترضاء

أجمع الحاضرون على أن الأزمة الإيرانية لم تعد قابلة للحل عبر الحرب الخارجية أو عبر سياسات الاسترضاء التي تبنتها بعض الدول الأوروبية سابقاً. وشددوا على أن الطريق الوحيد للتغيير هو ما وصفته مريم رجوي بـ“الخيار الثالث”، وهو إسقاط النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، في موقف يعكس تحولا ملحوظًا في الخطاب الأوروبي تجاه طهران.

وأكد نواب أوروبيون أن وجود حركة معارضة منظمة ومستقلة، مثل منظمة مجاهدي خلق، يشكل “ضمانة أساسية” لتحقيق الاستقرار الإقليمي. كما جددوا دعمهم لـ“خطة النقاط العشر” التي طرحتها رجوي لإقامة دولة ديمقراطية تعددية تفصل الدين عن الدولة.

ميلان زفير: النظام الإيراني مصدر عدم الاستقرار العالمي
افتتحت الجلسات بكلمة النائب السلوفيني ميلان زفير، الرئيس المشارك لمجموعة “أصدقاء إيران حرة”، الذي وصف النظام الإيراني بأنه المصدر المركزي لعدم الاستقرار العالمي. وأشار إلى المفارقة الكبرى بين احتفال العالم بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبين استمرار طهران في قمع النساء والطلاب والأقليات.

وأوضح زفير أن النظام لم يكتف بالقمع الداخلي، بل وصل إلى استهداف مسؤولين أوروبيين، مستشهداً بمحاولة اغتيال النائب الإسباني السابق أليخو فيدال كوادراس. كما انتقد بشدة سياسة الاسترضاء التي اتبعتها بعض الحكومات الأوروبية تجاه النظام الإيراني، معتبراً أنها “رهان خاسر” يجب التخلي عنه.

واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة تبني سياسة أوروبية “أكثر صرامة ومبدئية” دعماً لحقوق الشعب الإيراني.

مريم رجوي: النظام في أضعف لحظاته والبديل جاهز
في الكلمة الرئيسية للمؤتمر، قدّمت السيدة مريم رجوي تقييماً شاملاً للوضع الإيراني، مؤكدة أن نظام الملالي يعيش أضعف مراحله التاريخية، وأن كافة أوراقه الخارجية باتت محروقة.

سقوط العمق الاستراتيجي للنظام
وأشارت رجوي إلى أن النظام فقد أبرز ركائزه الإقليمية، خصوصاً بعد تراجع نفوذ بشار الأسد في سوريا وتعرض حزب الله لضربات مؤلمة في لبنان، مما جعل طهران مكشوفة أمام ضغوط الداخل الإيراني.

أزمة داخلية خانقة
وأكدت رجوي أن الاقتصاد الإيراني ينهار بشكل غير مسبوق، حيث يعيش ملايين المواطنين تحت خط الفقر، بينما يواجه النظام عزلة اجتماعية غير معهودة. وأضافت أن حجم الصراع الداخلي وصل إلى درجة المطالبة بإعدام رؤساء سابقين داخل البرلمان الإيراني نفسه، في مؤشر على عمق الانقسام داخل الصف الحاكم.

وحدات المقاومة… الكابوس الأكبر للملالي
وشددت رجوي على أن “البدائل المصطنعة” مثل الإصلاح الداخلي أو التدخل الخارجي فقدت مصداقيتها تماماً، مؤكدة أن وحدات المقاومة التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تتوسع في جميع المحافظات، وأن الشباب الإيراني ينضم إلى صفوفها بأعداد متزايدة. وقالت: “هذا هو الكابوس الحقيقي للملالي: مقاومة منظمة لا تقبل المساومة”.

ودعت رجوي المجتمع الدولي إلى التوقف عن منح النظام مزيداً من الوقت، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في مقاومة الاستبداد، واعتماد خطة النقاط العشر باعتبارها مشروعاً وطنياً لبناء إيران ديمقراطية وعصرية.

نقطة تحوّل في الموقف الأوروبي؟
يعكس انعقاد المؤتمرين في البرلمان الأوروبي، في يوم رمزي كاليوم العالمي لحقوق الإنسان، إشارة واضحة على أن أوروبا تتجه نحو إعادة تقييم علاقتها بالنظام الإيراني. وبينما يرى مراقبون أن طهران فقدت الكثير من أوراقها الإقليمية، يبدو أن المعارضة الإيرانية، بقيادة مريم رجوي، باتت تحظى بوزن سياسي أكبر على الساحة الدولية.

وفي ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل إيران، تتزايد القناعة الأوروبية بأن التغيير من الداخل، بقيادة الشعب الإيراني، يمثّل الطريق الأكثر واقعية لإنهاء دائرة العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 12 دجنبر 2025
في نفس الركن