حياتنا

مأساة ياسين شبلي: قصة حب انتهت في مخفر الشرطة


في مساء أحد أيام أكتوبر 2022، وبينما كانت الشمس تغيب عن مدينة بنجرير، كان الشاب ياسين شبلي على موعد مع صديقته في إحدى حدائق المدينة. لم يكن يعلم أن هذا اللقاء العابر سيقوده إلى مصير مأساوي، حيث توقفت حياته بشكل مفاجئ داخل أحد مخافر الشرطة.



في 7 أكتوبر 2022، خيم الحزن على مدينة بنجرير بعد وفاة ياسين شبلي داخل مخفر الشرطة، حيث كان محتجزًا بعد توقيفه مع صديقته. هذه الوفاة لم تكن مجرد حادث، بل كانت بداية لسلسلة من الألم والاحتجاجات والمعارك القضائية التي لا تزال مستمرة.

كان ياسين شابًا محبوبًا في مدينته، ومعروفًا بإتقانه لفنون الحرب. لكن دخوله لمقر الشرطة في ذلك اليوم كان بداية لنهاية مأساوية. وفقًا لشقيقه سعيد، تم توقيف ياسين بشكل مفاجئ واقتياده بالقوة إلى مخفر الشرطة، حيث تعرض لمعاملة قاسية.

في صباح اليوم التالي، وصل ياسين إلى المستشفى الإقليمي ببنجرير ميتًا. لم يتم إخبار أسرته بوفاته، حتى اكتشفوا الأمر صدفةً عبر إحدى العاملات بالمستشفى. حينها، انتقلت الأسرة إلى المستشفى لتتأكد من الخبر، ثم توجهت إلى مخفر الشرطة للاستفسار عن سبب الوفاة، لكنهم واجهوا الإنكار والرفض.

عند رؤية جثة ياسين، كانت الصدمة كبيرة. كانت عليها آثار ضرب وتعذيب شديد. هذا المشهد دفع الأسرة إلى توثيق الجثة بالصور والفيديوهات، والمطالبة بالعدالة لابنهم.

تم فتح تحقيق رسمي في القضية، وقدم عدد من رجال الشرطة للمحاكمة بتهم تتعلق بالعنف والتسبب في القتل غير العمد. لكن القضية لا تزال مستمرة، حيث تطالب الأسرة بكشف الحقيقة كاملة ومحاسبة المتورطين.

رغم الأحكام القضائية، تواصل الأسرة احتجاجاتها، مطالبة بكشف الحقيقة كاملة. تعتبر الأسرة أن الأحكام الصادرة لم ترق لحجم الجرم الذي ارتكب بحق ياسين، وتطالب بإعادة فتح التحقيق استنادًا إلى مستجدات كشفتها تسجيلات الكاميرات.

قصة ياسين شبلي ليست مجرد حادثة وفاة، بل هي مأساة إنسانية تعكس التحديات التي يواجهها البعض في البحث عن العدالة. بينما تستمر المعارك القانونية، يبقى الأمل في أن تكشف الحقيقة كاملة، وأن يُنصف شاب فقد حياته في ظروف غامضة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 30 أبريل 2025
في نفس الركن