استمع لهذه القصيدة الموسيقية / عدنان بن شقرون
أولئك الذين ما زالوا يحبون القراءة
أَيَا مَنْ رَمَيْتَ بِلَا حَقٍّ ظُنُونًا،
وَصُنْتَ لِسَانَكَ عَنِ الْعَدْلِ صُونًا.
وَقُلْتَ: "فُرَنْكُوفُونِيٌّ ضَعِيفٌ"،
"بِهِ لُغَةُ الْقَوْمِ لَنْ تَسْتَكِينَا".
وَفِيِ حِكْمَةِ الْجَهْلِ قَدْ قُلْتَ: "مَاسُونٌ"،
وَزِدْتَ بِأُخْرَى تَنَالُ الْجُبِينَا.
أَأَنْسَى لِسَانِي؟ وَفِي فِيَّ نَبْضُهُ،
وَفِي نَفَسِي عِطْرُهُ وَالْحَنِينَا؟
أَنَا ابْنُ الْبِلَادِ، وَلَا شَكَّ فِيِّ،
وَفِي دَمِهَا قَدْ غَذَوْتُ الْيَقِينَا.
إِذَا كُنْتُ أَخْتَارُ فِي النَّظْمِ لُغْتِي،
فَذَاكَ ابْتِكَارٌ، وَلَيْسَ هَوِينَا.
وَمَا كَانَ فِي الْفِكْرِ ضَعْفٌ وَلَا غَدْرٌ،
وَلَا فِي الْمَقَالِ جُحُودٌ دَفِينَا.
وَإِنِّي إِذَا مَا نَطَقْتُ بِغَيْرِهَا،
فَإِنَّ الْمُرَادَ بَيَانٌ وَتَبْيِينَا.
أُقَدِّسُ ضَادِي، وَأَعْرِفُ قِيمَتَهَا،
وَفِي كُلِّ نَصٍّ أُقِيمُ السَّنِينَا.
فَلَا تَجْعَلُوا الظَّنَّ حَكْمًا عَلَيَّ،
فَفِي الظَّنِّ مَا يُسْقِطُ الْعَارَ حِينَا.
إِذَا لَمْ تَفُقْهُوا مَا أُقِيمُ بِحَرْفِي،
فَهَذَا لِأَنْكُمْ جَهِلْتُم مَعَانِيْنَا.
وَإِنْ فَهِمَ الْحُرُّ مَا جَاءَ قَوْلِي،
فَقَدْ نِلْتُ مِمَّنْ أَرَادَ السَّكِينَ.
فَمَا قِيلَ فِيَّ، وَمَا قِيلَ عَنِّي،
سَيَبْقَى هَبَاءً، وَيَخْفِتُ لَحْنَا.
وَسَلَامٌ عَلَى مَنْ عَرَفَ الْقُدْرَةَ،
وَفِي النُّورِ صَارَ لِقَوْلِي عُيُونَا.
وَصُنْتَ لِسَانَكَ عَنِ الْعَدْلِ صُونًا.
وَقُلْتَ: "فُرَنْكُوفُونِيٌّ ضَعِيفٌ"،
"بِهِ لُغَةُ الْقَوْمِ لَنْ تَسْتَكِينَا".
وَفِيِ حِكْمَةِ الْجَهْلِ قَدْ قُلْتَ: "مَاسُونٌ"،
وَزِدْتَ بِأُخْرَى تَنَالُ الْجُبِينَا.
أَأَنْسَى لِسَانِي؟ وَفِي فِيَّ نَبْضُهُ،
وَفِي نَفَسِي عِطْرُهُ وَالْحَنِينَا؟
أَنَا ابْنُ الْبِلَادِ، وَلَا شَكَّ فِيِّ،
وَفِي دَمِهَا قَدْ غَذَوْتُ الْيَقِينَا.
إِذَا كُنْتُ أَخْتَارُ فِي النَّظْمِ لُغْتِي،
فَذَاكَ ابْتِكَارٌ، وَلَيْسَ هَوِينَا.
وَمَا كَانَ فِي الْفِكْرِ ضَعْفٌ وَلَا غَدْرٌ،
وَلَا فِي الْمَقَالِ جُحُودٌ دَفِينَا.
وَإِنِّي إِذَا مَا نَطَقْتُ بِغَيْرِهَا،
فَإِنَّ الْمُرَادَ بَيَانٌ وَتَبْيِينَا.
أُقَدِّسُ ضَادِي، وَأَعْرِفُ قِيمَتَهَا،
وَفِي كُلِّ نَصٍّ أُقِيمُ السَّنِينَا.
فَلَا تَجْعَلُوا الظَّنَّ حَكْمًا عَلَيَّ،
فَفِي الظَّنِّ مَا يُسْقِطُ الْعَارَ حِينَا.
إِذَا لَمْ تَفُقْهُوا مَا أُقِيمُ بِحَرْفِي،
فَهَذَا لِأَنْكُمْ جَهِلْتُم مَعَانِيْنَا.
وَإِنْ فَهِمَ الْحُرُّ مَا جَاءَ قَوْلِي،
فَقَدْ نِلْتُ مِمَّنْ أَرَادَ السَّكِينَ.
فَمَا قِيلَ فِيَّ، وَمَا قِيلَ عَنِّي،
سَيَبْقَى هَبَاءً، وَيَخْفِتُ لَحْنَا.
وَسَلَامٌ عَلَى مَنْ عَرَفَ الْقُدْرَةَ،
وَفِي النُّورِ صَارَ لِقَوْلِي عُيُونَا.
في هذه القصيدة، يردّ الشاعر بكل كبرياء وهدوء على من اتّهمه زوراً بأنه فرنكوفوني مبتعد عن لغته الأم، بل حتى اتُّهم بالماسونية والانفصال عن مجتمعه
ينفي الشاعر هذه الأوصاف جملةً وتفصيلاً، مؤكدًا أنه ابن هذه الأرض، يستنشق لغتها ويعيش نبضها، وأن اختياره للفرنسية أداة تعبير لا يعني أبداً تنكّره للضاد. يوضح أنّ لغته الأم تسكن وجدانه، وأن من لم يفهم اختياراته هو من لم يحاول الفهم أصلاً. القصيدة مزيج بين الاعتزاز بالهوية والردّ الراقي على الأحكام المسبقة، وهي دعوة صريحة لعدم اختزال الناس في الصور النمطية. في نهايتها، يُسقط الشاعر كل الأوصاف الجارحة ويؤكد أن السلام لمن فهم، وأن من لم يفهم فالأيام كفيلة بكشف الحقيقة. بأسلوب شعري كلاسيكي عريق، وبنَفَس عصري هادئ، يكتب الشاعر رسالة دفاع عن الذات واللغة والانتماء، دون صراخ… بل بثقة العارف بمكانته.