وأشار الصعدي إلى أن أبرز هذه المبادرات هو ميثاق التجارة الخارجية للفترة 2025-2027، الذي وقع بتاريخ 28 ماي 2025، ويأتي في إطار البرنامج الحكومي 2021-2026. ويهدف الميثاق إلى تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني والارتقاء بعلامة “صنع في المغرب” على الصعيد الدولي. كما قدم تسهيلات للمقاولات التقليدية، بخفض رقم المعاملات السنوي المطلوب للولوج إلى برامج دعم التصدير لأول مرة من مليوني درهم إلى مليون درهم، وإطلاق آلية تأمين عمومية جديدة لتغطية مخاطر التصدير، بالإضافة إلى تعزيز الترويج للمنتجات المغربية في الأسواق الواعدة.
وأضاف السعدي أن اتفاقية شراكة أخرى وُقعت بتاريخ 17 أبريل 2025، لتطوير صادرات الصناعة التقليدية دوليًا، وتشمل تدابير لمواكبة المقاولات والتعاونيات لتحسين مكانتها عند التصدير، وتعزيز الرقمنة واستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التجارة الخارجية، وتشجيع إنشاء منصات رقمية للتسويق، وزيادة حضور المنتجات المغربية في منصات التجارة الإلكترونية الكبرى.
كما أشار إلى توقيع مذكرة تفاهم ثانية في 7 ماي 2025 لإنشاء منصة رقمية لتسويق منتجات الصناعة التقليدية على المستويين الوطني والدولي، بالشراكة مع مؤسسة دار الصانع ومجموعة البنك المركزي الشعبي وماستركارد. وتهدف هذه المبادرة إلى تطوير عروض بنكية مناسبة للصناع وتوفير حلول دفع رقمية لتعزيز إدماجهم في الاقتصاد الرقمي.
وأكد السعدي أن الطموح يتجاوز الأرقام الجيدة التي سجلتها الصادرات سنة 2024، والتي بلغت 1.11 مليار درهم، مع الحرص على تعزيز حضور المنتوج المغربي في الأسواق العالمية. وأوضح أن الفخار يمثل 36% من الصادرات، تليه الزرابي بنسبة 20%، ثم الملابس التقليدية بنسبة 13%. وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول المستوردة بحصة 44%، تلتها فرنسا بـ14% ثم إسبانيا بـ7%.
وأشار كاتب الدولة إلى أن هذه التدابير الجديدة تستكمل الجهود الرامية إلى تثمين منتجات الصناع التقليديين على مختلف مراحل سلسلة القيمة. وتشمل هذه الجهود تعزيز البنية التحتية للإنتاج والتسويق، التي تضم حاليا أكثر من 140 بنية قائمة و50 أخرى قيد الإنجاز، مع التركيز على دعم القدرات التسويقية للصانعات التقليديات بالعالم القروي من خلال برنامج “دور الصانعة”، الذي يشمل أكثر من 110 دور.
وكشف السعدي عن ثلاثة برامج مهيكلة لدعم تنافسية الفاعلين: برنامج مواكبة المجمعين الذي استفاد منه 84 شخصًا، وبرنامج مواكبة التصدير الذي شمل 40 مستفيدًا، وبرنامج التميز لفرعي الزربية والفخار والخزف الذي استفاد منه 55 فاعلًا. وأوضح أن تعزيز المعرفة بالأسواق يتم عبر منظومة لليقظة الاستراتيجية أصدرت حتى الآن 30 تقريرًا تحليليًا، وخريطة تفاعلية للتظاهرات الدولية تضم 228 فعالية في 34 سوقًا دوليًا.
وتستمر الجهود أيضًا بتنظيم معارض تجارية وطنية ودولية، إذ تم تنظيم 70 معرضًا وطنيًا سنة 2024 بمشاركة أكثر من 7000 عارض، و10 معارض دولية شارك فيها حوالي 250 عارضًا. كما تُعقد شراكات مع علامات تجارية عالمية مثل “غاليري لافاييت” في فرنسا و”إل كورتي إنجلس” في البرتغال، وتنظم لقاءات مهنية وزيارات استكشافية لمصممين دوليين.
وأضاف السعدي أن الاستراتيجية تشمل أيضًا تشجيع التسويق الإلكتروني عبر منصات مثل “أنو”، وتوفير دورات تكوينية متخصصة، وتطوير البصمة الرقمية للعلامة التجارية، وهو ما أسفر عن نتائج إيجابية، إذ شهدت مشتريات منتجات الصناعة التقليدية عبر الإنترنت ارتفاعًا ملحوظًا، مع تحقيق نسبة رضا لدى المستهلكين بلغت 91% بناءً على تحليل 4400 تعليق على منصات التجارة الإلكترونية العالمية